خجـــــل و أمــــــــل

>> الأحد، 16 مارس 2008


خجل وأمل


في قناة الرحمة برنامجين عظيمين الأول "الكرام البررة" والذي يذاع يوم الجمعة قبيل الصلاة ويقدمه الشيخ عصام يوسف والثاني "عظماء صغار" ويقدمه الشيخ أمين الأنصاري .
تشاهد في هذين البرنامجين نماذج من أطفال المسلمين الذين يرتلون كتاب الله ويحفظونه حفظاً جيداً وعلى علم بمعاني الكلمات والتفاسير الميسرة وجميع أحكام التجويد وتشكيل الكلمات في المصحف وأسباب النزول وعلى علم بمعتقد أهل السنة والجماعة بما يتناسب مع عمرهم ولبعضهم القدرة على إلقاء المواعظ والخطب بل وبعض الشروح في فقه السنة بطرق ميسرة لمن مثلهم في العمر أو دونهم ، أعمارهم وهنا نتوقف لحظة لنرددها بصوت أعلى أعمارهم بين الرابعة والعاشرة.

خجل ينتابك إذا سمعت عنهم وعن حالهم مع القرآن ، فكيف إذا رأيتهم !! هم أطفال صغار في السن نعم ولكنهم كبار في الهمة ، هم كأزهار تتفتح على الدنيا لتبثها من عبيرها ، هم فتية وفتيات أحبوا القرآن وسخر الله لهم من يأخذ بأيديهم ويعلمهم فنبغوا وأجادوا ، رزقهم الله بآباء وأمهات حرصوا على تنشئتهم على الطاعة وتربيتهم تربية إيمانية سليمة فنسأل الله أن يؤجرهم على ذلك وأن يبارك لهم في هؤلاء العظام وأن يجعلهم سبباً لهم في دخول الجنات ، كما أخبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أن من السبعة (و شـــاب نشــــأ في طــــاعة اللـــه ) .
يا للخجل الذي يغمرك من أعلاك لأسفلك لما تشاهدهم أين أنت منهم ...؟ أين همتك ... ؟ أين حرصك ...؟ أين حبك للقرآن ...؟ للسنة ...؟ للدين ...؟ .
صغار هم نعم ولكن إذا طالعتهم وتذكرت حالك عرفت حينها من الصغير حقاً.

أمل هو الشعور الوحيد في هذه اللحظات الذي يرحمك من تأنيب نفسك وأنت تشاهدهم ، أمل في غد أفضل للأمة الإسلامية ، فأي أمة فيها مثل هؤلاء العظام وإن قل عددهم فلها الغلبة والمستقبل بإذن الله ما دمنا نعود لديننا ونُنشأ أطفالنا على ما حُرمنا نحن من التنشئة عليه ، أمل في جيل طموح ومثابر على الحق تحس به لو شاهدت أحد الأبناء الذي أتم حفظ كتاب الله من أوله لآخره في سبعين يوماً فقط وبدون معلم أعتمد على اسطوانات الكمبيوتر التي تعلم القرآن والتجويد ووضع لنفسه برنامج زمني معين وأتمه بفضل الله ، كم عمره ؟ أحد عشر عاماً فقط ، ولما أفاجئ شخصياً لما علمت الأسبوع الماضي أن هذا الابن سيشرع في حلقات قادمة لشرح بسيط لفقه السنة للأطفال ، أمل في جيل آتي من طلاب العلم والحفاظ تجده لما تشاهد أبنة الأربع أعوام يُكتب لها آيات من كتاب الله بدون تشكيل ويُطلب منها التشكيل فلا تخطأ حرفاً واحداً أو علامة وتعرف سبب كل علامة ، إذا رأيتها لا تدري تتعجب من حفظها أو من نبوغها أو من حرصها على حجابها في هذه السن الصغيرة.
بين خجل وأمل تدور مشاعرك مع هؤلاء العظام الصغار ومنهم تتعلم أنه مازال بإمكانك أن تتعلم بل وتجيد وتفيد وتنصر دينك وأمتك.
ومنهم تحرص على تنشئة أبنائك على هذا النحو وعلى هذه الصورة ، فإن كنت قد حُرمت أنت من هذا الفضل في صغرك فلولدك الحق الآن وغداً أن ينال هذه التربية الإيمانية السليمة فأحرص ألا تحرمه هو أيضاً وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.


ولمشاهدة بعض حلقات الكرام البررة يرجى الضغط هنا

ولمشاهدة بعض حلقات عظماء صغار يرجى الضغط هنا

4 التعليقات:

مشروع انسان 17 مارس 2008 في 12:06 ص  

جزيت خيرا
ولكن يجب ان يبقى الامل
مع الخجل
خجلا يدفعنا ان نتعلم ونتحرك ولا نقف
ولم يفت القطار بعد

ويجب ان يملأنا الامل
فدين الله غالب ومنصور وقادم
على ايد هؤلاء الصغار الكبار

جزيت خيرا

منوفيـــايــة 17 مارس 2008 في 11:55 م  

بارك الله فى هؤلاء الأطفال ورزقنا الله واياكم أمثالهم
فعلا" كل هذه الأحاسيس التى ذكرتها تنتابنى انا ايضا" عندما اشاهد هذه الحلقات
والخجل هذا يتحول إلى حسرة
وربنا يعيننا جميعا" عن ان نكون من أهل القرآن اللذين هم أهل الله وخاصته
بارك الله فيك وجزاك خيرا"

أبوعمر 18 مارس 2008 في 9:04 ص  

عم امام

نعم أحسنت يجب أن يبقى الأمل دائماً وأن يكون الخجل دافع للعمل لا للكسل

منور دايما يا عم

أبوعمر 18 مارس 2008 في 9:05 ص  

مستجدة

نسأل الله أن يعيننا وأياكم على فعل الخيرات وترك المنكرات

ومرحباً بكِ ضيفة جديدة لمدونتنا المتواضعة

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP