.. إتبــاع المنهـــج ..

>> الأحد، 15 يونيو 2008


إتبـــاع المنهـــج

يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ )) [الصف : 14]
أرشدنا الله تبارك وتعالى في هذه الآية إلى الوسيلة الوحيدة التي بها يُنصر دين الله والتي بدونها ما تحقق نصر حقيقي أبداً وكل ما يتوهم للعيان من انه نصراً بغير هذه الوسيلة فهو سراب .

وتتبين هذه الوسيلة من قول نبي الله عيسى عليه السلام للحواريين ( من أنصاري إلى الله )
قال العلماء لو أنه اكتفى في السؤال بقول "من أنصار الله ؟" لأدعى كل أحداً أنه نصير لدين الله ، وأنه يعمل لأجل الدين ويهدف لمصلحته ، كما في عصرنا الحالي لما كثُرت الجماعات والفرق والطوائف والأحزاب فلو سئلوا جميعاً من أنصار الله لأدعى كل منهم أنه نصير لله بالرغم من اختلاف المنهج والتوجه في كثير من الأحيان.

ولكن ليس الأمر بالإدعاء وإنما بتحقيق الشرط السماوي المطلوب والذي ظهر لنا جلياً من الياء المضافة في كلمة ( أنصاري ) حيث أن نبي الله عيسى أضافهم إليه ليقول لهم أن من يريد أو يدعي نصرة دين الله فلابد أن يكون على منهجي باعتباري النبي المرسل لكم من الله تعالى والذي آتاني الكتاب والرسالة وأمرني بها.

لذا نقول هنا وهنا فقط تكون نصرة دين الله ، على منهج كتاب الله وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام وكل من خالف ذلك ثم ادعى نصراً فهو مردود عليه وهدفه إعلاء راية طائفته أو حزبه لا إعلاء كلمة الله ، فكلمة الله لا تُعلى إلا بمنهجه وإتباع رسوله عليه صلوات الله والتسليم.

إذن إن كان يؤلمنا حال الأمة الإسلامية وانكساراتها في كثير من البلدان والتشتت الحاصل في البلد الواحد ونريد أن يتغير الحال وتكون لنا الغلبة فلن يحدث هذا إلا بنصر الله لنا (( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))[آل عمران : 160]
ولكي ننال نصر الله فلا سبيل لذلك ألا أن ننصر دين الله كما أخبرنا تبارك وتعالى حيث قال (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) [محمد : 7]
ولن تكون النصرة لدين الله إلا بإتباع المنهج.

هذا والله أعلى وأعلم


فــائــدة
( قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ )
قال العلماء العلة في إجابة الحواريين سؤال نبي الله عيسى عليه السلام بقولهم ( نحن أنصار الله ) بدلاً من قولهم نحن أنصارك إلى الله هي أنهم أردوا أن يطمئنوه أنهم سينصرون دين الله دائماً وأبداً في وجوده معهم وبعد رحيله أو موته أي أن النصرة لن تتعلق بوجوده معهم بل بالأصل وهو دين الله.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن ينصرون دين الله على منهجه وكما يحب ويرضى.

7 التعليقات:

Unknown 15 يونيو 2008 في 2:28 م  

ماشاء الله اخي الحبيب
رائع ومتميز كعادتك
ولن تكون النصرة لدين الله إلا بإتباع المنهج
نعم اخي هو كما قلت تماما لابد من اتباع منهج النبي لنصرة هذا الدين وما حدث ماحدث الا بتخاذلنا وابتعادنا عن طريق الله وسنة نبيه
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وجزاكم الله كل خير ورزقكم من فضله ومنه وكرمه اخي الحبيب

مشروع انسان 15 يونيو 2008 في 9:20 م  

جميل

نعم
وهذا الاتباع كما قلت
ليس حكرا على احد
ولا على جماعة او طائفة
دون غيرها

انت مقلتش كده بس انا بقول يعنى
:)

مرتشت عليا فى الموضوع يعنى
قول للناس ورد

أبوعمر 16 يونيو 2008 في 8:13 ص  

الفاتح الجعفري (جعجع) :)

بارك الله فيك أخي الكريم
ودمت بخير

أبوعمر 16 يونيو 2008 في 8:17 ص  

امام الجيل (عم امام )

نعم الاتباع ليس حكراً على أحد وإنما حكراً على منهج
فكل من اتبع المنهج الصحيح فهو متبع
وكل من حاد واتبع غيره
ظناً منه إنه على المنهج القويم فهو بعيد عن السنة
ونسأل الله أن يرينا وأياك الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

نسيت الموضوع اياه
ان شاء الله النهارده أكلمهم وهأقول بالاسم :) بما انك فضحت نفسك

كاشف الاوهام 16 يونيو 2008 في 2:32 م  
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" 18 يونيو 2008 في 8:58 ص  

السلام عليكم
حقا يا اخي فعلا ننصر الله تعالى باتباع منهجه
الففرق واضح بين نصرة الله ونصرة حزب او طائفة
بارك الله فيك
تدوينة مفيدة وتضيف لي الجديد دوما وكعادتك
جزيت الخير
تحياتي

أبوعمر 18 يونيو 2008 في 7:49 م  

عاشقة النقاب

جزاكم الله خير للمرور والرد الطيب

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP