أين الحكمة في الميثاق الجديد؟

أين الحكمة في الميثاق الجديد؟

جامعة الدول العربية التي ما أنُشئت إلا للشجب والتنديد والتي ما أجتمع أعضاؤها إلا وتبادلوا السب والشتم واتفقوا دائماً على ألا يتفقوا ، هذه الجامعة الشامخة!! أقامت اجتماعا لوزراء الإعلام العرب في الثاني عشر من شهر فبراير وخرجوا بميثاق جديد لتنظيم البث الفضائي الإذاعي والتليفزيوني العربي ، الميثاق الجديد قيل أنه يمنع أي انتقاد للأديان أو تجريح للنظم العربية والشخصيات السياسية أو القادة القوميين ، وقيل أيضاً أنه جاء للحفاظ على الآداب العامة والسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والنظام العام !!!
وكل قناة أو محطة تخالف بنود الميثاق الجديد يتم وقف البث فيها وغلقها أو رفعها نهائياً.
ماذا بعد الميثاق ؟

أغُلقت قناة البركة وقبلها بأيام قناة الأمة وجاء يوم الأربعاء الماضي ليعلن عن غلق قناة الحكمة المباركة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

في الوقت الذي تزيد فيه قنوات الأغاني والأفلام والمجون والرسائل القصيرة والتعارف والحب والجنون ناشرة كل أنواع الغفلة ومؤججة للغرائز والشهوات وباعثة على الفساد والإضلال .. تُغلق قناة الحكمة !!

في الوقت الذي يصل فيه عدد القنوات الدينية الشيعية الخبيثة لأكثر من عشر قنوات تبث الدين المبتدع وتنشر العقائد الفاسدة وتحارب سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتسب صحابته وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً .. تُغلق قناة الحكمة !!
وإذا كان الميثاق يدعو لعدم انتقاد الأديان والحفاظ على الآداب فهل قناة الحكمة أساءت للأديان !! أم أفسدت الآداب العامة !! لتغُـلق.
والسؤال الآن أين الحكمة في الميثاق الجديد وهل المقصود من الميثاق القنوات الدينية السنية بالتحديد ؟!

نخص بالذكر هنا قناة الحكمة نظراً لمكانتها ومدى فضلها وتأثر الناس بها وكم العلماء الأجلاء والشيوخ الأفاضل الذين أطلوا علينا من خلالها ومنهجها المعتمد على الدليل الصحيح من القرآن والسنة ومواقفها الرائدة في قضايا الأمة ولا ننسى حملتها المباركة قبل عدة أسابيع ( غزة لن تنكسر ) وتفاعلها الايجابي مع أحوال إخواننا في غزة ثم حملتها الأخرى ( أنا كفيناك المستهزئين ) دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ورداً على كتاب "الحب والجنس في حياة النبي" وأثمرت الحملة بفضل الله عن سحب الكتاب من السوق وهرب الناشر والمؤلفة من العامة فعلى الحق وخمد الباطل والحمد والمنة لله.

أخيراً وليس آخرا نسأل الله أن يهدي هؤلاء المسئولين الذين قاموا بغلق القناة والذي لو علموا أنهم بمسئوليتهم سيسألون في يوم عظيم ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) [الصافات : 24] ، ونسأله تعالى أن يرد لنا هذه القناة المباركة وغيرها من قنوات البر التي تعين على الخير والطاعة وأن يعُلي بقدرته كلمة الحق وراية الدين ولو كره الكافرون.