فاستخف قومه فأطاعوه

>> الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010




أعرف رجلاً أظنه أحد فراعين هذا الزمان ، ظالم حاسد متكبر وجبان ، وكل من خالطه عن قرب يعرف ذلك بل بعضاً ممن يراه لأول مرة يحس بذلك.


فتكلمت مع رجلاً من قومه وبينت له وأوضحت حقيقة فرعون هذا من باب النصح والإرشاد وإبراء الذمة ، فظهر لي أن الرجل أقتنع بكل كلامي وأدلتي وتأثر وعرف بعض الحق ، فنادى في باقي القوم إن اجتمعوا ... لنجلس مع فرعون هذا لتعرفوا حقيقته وتعلموا كذبه وخداعه


فاجتمعوا بفرعون ... فتكلموا وقالوا ... بكل حماس


ثم تكلم فرعون بكل استهانة بالعقول


فخرجوا من الاجتماع وكلهم له مصدقين ، مؤمنين به ، مكذبين لغيره ، لا يرتضون عنه بديلا ، ولا يجدون له مثيلا.


فقلت


سبحان القائل ( فاستخف قومه فأطاعوه )


استخف بعقولهم ، استخف بجهلهم لحقيقة الأمور ، استخف بهم ...أهانهم ، فصدقوا كذبه ووافقوه عليه.


ولكن كيف يفعل بهم ذلك لو كانوا قوم مؤمنين ، متصلين بالله ، عندهم من البصيرة ما يروا به حقيقة الأمور ومن العقل والحكمة ما يزنوا به واقع الأحداث


ولكنهم ليسوا كذلك بل هم قوم فاسقين فلو كانوا غير ذلك لعصمهم الله من خبثه وكذبه ( إنهم كانوا قوم فاسقين ) فلم تنفعهم شهاداتهم ولا مناصبهم ولا أموالهم.


أقول لهم وله أبشروا بقرب الهلاك ، فهذا وعد الله


( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين )


عذراً على هذه المقالة التي قد تبدو غير مفهومة للبعض ، ولكنها مجرد محاولة للتنفيس عما في النفس من اجتماع وقفنا عليه بالأمس ومن قوم عرفناهم ولا يشرفنا معرفتهم ولا نحب قربهم ، ونسأل الله ألا يزيد من أمثالهم ، فلو عرفت أمثالهم لما تعجبت من حال الأمة الآن.

Read more...

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP