نعم.. النقاب ليس حرية شخصية

>> الخميس، 22 أكتوبر 2009


نعم ... النقاب ليس حرية شخصية


في ظل الهجمة المقصودة والدائرة ألان على النقاب في مصر وبسبب كثرة الانتقادات ممن يدعون العلم أو بعض الكتاب أو الإعلاميين اضطرت بعض الأخوات ممن يرتدين النقاب للرد عليهم بأن ذلك حرية شخصية ، وظنت الأخوات أن هذا القول سينهي الجدل ويغلق الباب على رغبتهن في الستر والعفاف ، ولكن كان لأهل الفكر الضال أمثال جمال البنا وصلاح عيسى وغيرهم رأي آخر حيث شددوا على أن النقاب ليس حرية شخصية وأن ذلك يؤذي المجتمع أجمع !!


مقدمة
كل ابن آدم عبد ، وإن أدعى غير ذلك فهو إما ارتضى أن يكون عبداً لله وإما أنه أختار عبودية الشيطان ، قال تعالى ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ *وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [يس : 60-61] )
فعبادة الشمس أو القمر أو الكواكب أو الأصنام أو الأشخاص أو الحيوانات كلها تندرج تحت عبادة الشيطان لأنه هو الذي زين لهم ذلك ، حتى الذين يدعون التحرر من كل عبودية ويقولون أنه لا إله ولا رب فهؤلاء يعبدون هواهم وعقولهم المريضة التي تبنت هذا الفكر وكله من الشيطان ، فهو في الحقيقة أيضاً عبد وإن كان لا يدري.


قال تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات : 56] )
قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله ما نصه ( [ العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة . وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله ] العبودية ص 38 )


مفهوم العبادة المقصود في الإسلام شامل وواسع ، يشمل جميع جوانب الحياة حتى العادات تنقلب إلى عبادات باستحضار النية ، والعبودية لله شرف رفضه بعض الضلال واختاروا الحرية كما زعموا وصدروها لمجتمعاتنا فأصبح التبرج والسفور والاختلاط حرية شخصية وأصبح سب الصحابة والعلماء ومحاولة الانتقاص من الدين حرية فكر وأصبح محاربة أحكام الله وحدوده كحد الردة حرية اعتقاد !!
طلبوا الحرية فعانوا من عبوديتهم لشيطانهم وجهلهم ، وطلب غيرهم تحقيق العبودية لله فذاق طعم السعادة والحرية .. ومن ذاق عرف.

هل النقاب من الدين ؟
تغطية المرأة لوجهها أمر يدور حكمه الشرعي بين الوجوب والندب ، وأدلة الوجوب أقوى وأكثر.
ولسنا هنا في محل لطرح الأدلة وسردها وتفصيلها ولكن الذي يعنينا هنا أن الأمر فيه أدلة من الكتاب والسنة الصحيحة وأقوال أهل العلم الثقات السابقين واللاحقين ، إذن فهو من الدين شئنا أم أبينا والذي يدعي أن النقاب ليس من الدين في شيء وهو مجرد عادة فلا يقول بذلك إلا أحد أثنين
إما جاهل أحمق لا يدري شيء عن الشرع وأحكامه وإما رجل أضله الله على علم ، باع دينه بعرض من الدنيا قليل وما أكثرهم.


بل عبودية
القول بأن النقاب حرية شخصية يختلف بحسب اعتقاد المسلمة المنتقبة
فإن كانت ترتدي النقاب اعتقاداً منها أنه واجب فلا يصح أن تقول أنه حرية شخصية فلا حرية في الواجب قال تعالى ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب : 36] )، وإن كانت ترتديه اعتقاداً منها أنه مستحب فقد يصح قولها هذا في مواجهة هؤلاء القوم من باب حديث الناس بما يفهمون وإلا فالمستحب أيضاً من تحقيق العبودية لله ، ومفهوم العبادة واسع كما وضحنا آنفاً .


أسأل الله أن يثبت نساءنا أمام هذه الموجة العارمة ، وأسأل الله أن يرزقهن الفهم والحكمة وألا يصيبهن شىء من الضعف أو الاستكانة فالواجب علينا جميعاً رجالا ونساء معرفة قدر الدين الذي نحمله لنعتز به أمام العالم أجمع ، ومهما كانت الهجمات الفكرية على أي أمر من أمور الدين فيجب أن يكون موقفنا الثبات دائماً وأبدا والتعامل بالعقل والرفق ولكن بقوة ، قال تعالى ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً [مريم : 12] ) وقال أيضاً ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 63] ) فهذا الدين عزيز يعزه الله بنا أو بغيرنا.


هذا والله أعلى وأعلم

Read more...

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP