فــوائــد مختصرة عن ليلة القدر

>> الخميس، 25 سبتمبر 2008





فوائد مختصرة عن ليلة القدر

· سبب التسمية بليلة القدر:-
على أربعة أقوال عند أهل العلم
القول الأول : القدر أي الشرف والمكانة العظيمة فسميت بذلك لبيان عظم شأن هذه الليلة .
القول الثاني : القدر أي الضيق ومنها قول تعالى ( فمن قُُـدر عليه رزقه ) أي ضُـيق عليه رزقه ، وهي ليلة الضيق لأن الأرض تضيق فيها بكثرة ما عليها من الملائكة.
القول الثالث : التقدير العام فهي الليلة التي يخبر الله فيها ملائكته بأقداره لهذا العام في كل شيء من خير أو شر والدليل قوله تعالى ( إنا أنزلنه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم ).
القول الرابع : التقدير الخاص فهي الليلة التي يقدر الله فيها الخير لمن قامها إيماناً واحتسابا فقط.

· تحديد ليلة القدر :-
على خمسة أقول لأهل العلم
الأول : ليلة سبع وعشرين وقال به جمهور الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً واستدلوا من القرآن بسورة القدر من وجهين
أولاً أن عدد كلمات السورة ثلاثين كلمة كأيام الشهر والكلمة رقم سبعة كلمة (( هـي )) وكأنها دلالة على كونها ليلة سبعة وعشرين
ثانياً ذُكرت كلمة " ليلة القدر " في السورة ثلاث مرات وعدد حروفها مجمعة تسعة أحرف لتكون بذلك سبعة وعشرين.
الثاني : ليلة أحدى وعشرين وهو منقول عن الشافعي رحمه الله.
الثالث : ليلة ثلاث وعشرين وقال به أنس بن مالك رضي الله عنه.
الرابع : هي متنقلة بين ليالي الوتر من العشر الأواخر وقال به جمع من أهل العلم.
ومن ذلك من نُقل عن النووي رحمه الله : ( وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها )المجموع6/450
الخامس : أي من ليالي الوتر وافق ليلة الجمعة أو تلاها ومنهم من قال هي ليلة الثلاثاء وقال آخرون ليلة الأحد وكلها أقوال مرجوحة.

· تحديد ليلة القدر أنها ليلة بعينها على وجه اليقين غير صحيح ويعتبر من تخصيص ما أطلقه الشرع بدون دليل.



· الثابت من صحيح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أنها في رمضان لا في غيره في العشر الأواخر لا في غيرها في الوتر منها.



· معنى التحري والإلتماس ليس المقصود منها البحث في تعيين الليلة بعينها بالحسابات وغيرها وإنما المقصود هو الاجتهاد في الطاعة والدعاء لتلك الليلة لتحصيل الأجر والثواب العظيم.



· قال بعض أهل العلم أنه يُستحب لمن رأى تلك الليلة بأماراتها وعلاماتها أن يكتمها ولا يُخبر بها الناس حتى يجتهدوا فيها وفي غيرها مما تبقى من الشهر ، قال بن حجر في فتح الباري ( واستنبط السبكي الكبير في الحلبيات من هذه القصة استحباب كتمان ليلة القدر لمن رأها.)




· قال بعض أهل العلم : أبهم اللّه تعالى هذه اللّيلة على الأمّة ليجتهدوا في طلبها , ويجدوا في العبادة طمعاً في إدراكها كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء في اليوم كلّه , وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء , ورضاه في الطّاعات ليجتهدوا في جميعها , وأخفى الأجل وقيام السّاعة ليجدّ النّاس في العمل حذراً منهما.



* الدعاء في ليلة القدر : عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) رواه الإمام أحمد ، والترمذي (3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح.


Read more...

العطر النافح في تفضيل القلب على سائر الجوارح

>> السبت، 20 سبتمبر 2008




العطر النافح في تفضيل القلب على سائر الجوارح

الحمد لله عدد أوراق الأشجار وما غرد طير وطار عدد حبات الأمطار وما جرى من أنهار وأصلي وأسلم على النبي المختار محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الأخيار وتابعيهم بإحسان من الأبرار.
أما بعد ،،


سبحان من خلق الإنسان وصوره ، فأحسن خلقه وقوّمه ، وفضله على سائر الخلق وكرمه ، إله بديع عظيم أتقن كل شيء صنعه ، خلق الإنسان من طين ثم جعله نطفه في قرار مكين فجعل النطفة علقة وجعل العلقة مضغة وخلق المضغة عظاما ثم كسا العظام لحماً.

جعل له جسد قويم مهيأ لكل ما يحتاجه الإنسان في معيشته ومُعين له على قضاء حوائجه ، ونفخ فيه من روحه وجعل له من الجوارح سبع لكل جارحة عمل ، ولا تعجب أن أبواب النار سبع أيضاً وكأنها إشارة للربط بين الجوارح السبع وأبواب النار.
فكل جارحة منهم قد تكون سبباً في دخول النار وكأن لكل واحدة منهم بابا خاصاً ، فجارحة البصر تكن سبباً في دخول النار لما يُطلق البصر في الحرام والعين تزني وزناها البصر ، وجارحة السمع باعتيادها على سماع الحرام من الكلام والأغاني تكن سبباً وباباً من أبواب النار ، وجارحة اللسان وما أكثر من يدخل النار بسببها ، فالإيمان كلمة والكفر كلمة فلما يقع الكفر في القول أو اعتياد الكذب والغيبة والنميمة أو شهادة الزور كل ذلك وغيره يأخذ بلسان صاحبه إلى النار ، ثم جارحة البطن وأكل أموال الناس بالباطل وأكل مال اليتيم وأكل الربا وأكل كل ما لا يُتحرز منه أحرام هو أم حلال فيكون عندها البطن سبباً في ولوج النار ، ثم جارحة الفرج والتي تشترك مع اللسان في كونهما من أكثر أسباب دخول النار وذلك بكل صور ظلم الفرج من زنا ولواط وإتيان البهائم ومجاوزة الحد في الاستمناء باليد ، ثم جارحة اليد التي قد تبطش في حرام فتتسبب في جر صاحبها إلى النار وقد تسرق أو تقتل أو تظلم ثم جارحة الرجل التي قد تمشي في كل طريق يُغضب الله وما تتوارى عما نهى عنه سبحانه.


فهذه هي الجوارح السبع كما قال علمائنا ، وما بقي إلا جارحة القلب التي بها تُصبح الجوارح ثمانية وأبواب الجنة ثمانية ، فكأن القلب هو الذي يأخذ هذه الجوارح جميعاً من النار إلى الجنة إذا صلح بإذن الله ، نعم هو القلب سيد الجوارح الذي قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير ( ألا إن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب )
وقال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله ( الأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسط عمل القلب ، فإن القلب ملك والأعضاء جنوده ، فإذا خُبث الملك خُبثت جنوده )
وقال تلميذه بن القيم رحمه الله (من تأمل الشريعة ، في مصادرها ومواردها ، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب ، وأنها لا تنفع بدونها ، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح ، وهل يميَز المؤمن من المنافق إلا بما في قلب كل واحد من الأعمال التي ميَزت بينهما ؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح ، وأكثر وأدوم ، فهي واجبة في كل وقت ).

ولما كان للقلب هذه المنزلة وتلك الدرجة كان هو موضع نظر الرب تبارك وتعالى ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ).


هذا فاستعينوا بالله على صلاح قلوبكم واسألوه أن يرزقنا وإياكم قلوب سليمة حية موصولة به سبحانه ، والله أسأل أن يجعل ما كتبناه وقرأتموه زاداً إلى حُسن المصير إليه وعتاداً إلى يُمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
هذا والله أعلى وأعلم.

Read more...

(( لحظة ... ميلاد جديد ))

>> الخميس، 4 سبتمبر 2008




لحـــظة ميلاد جديد

أسرف على نفسه بالمعاصي والملهيات
هجر الفروض والواجبات والطاعات
غره الشباب وطول الأمل
فلا تكاد ترى له في الحق قول أو عمل
ترك صحبة الصالحين والأخيار
وعاشر الفاجرين والأشرار
كم كان معرضاً عن كلام الله
كم قسى قلبه ... وكم جُمدت عيناه
سوّف التوبة لسنوات وسنوات
حتى جاءه شهر الرحمــــــــات
فأراد الله لهذا القلب أن يتحول للإيمان
فتولدت لحظــة .. هي .. لحظة ميلاد جديد
فتحول القلب اللاهي إلى قلب باكي
وتحولت العين الجامدة إلى عين خاشعة
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء


قد تولد هذه اللحظة في صلاة قيام خلف إمام خاشع ، يقع صوته في القلب فينفطر ويجبر العين على البكاء فتكون الدموع حياة القلب وغسيل الذنوب.
وقد تولد عند سماع موعظة من شيخ مخلص لربه لا تخالط دعوته شيئاً من رياء ولا نفاق فتكون كلماته بمثابة دقات الجرس التي تنبه الغافل وتوقظ النائم.
وقد تولد من كلمات كتب الله لها النفع سمعتها في شريط أو قرأتها في كتيب أو مطوية أو حتى مقال بسيط على الانترنت أهداه لك أخ محب في الله يحب الخير لك كما يحبه لنفسه.
وقد تولد بعد دعوة مستجابة من أم أو أب أو أحد الصالحين ممن حولك دعاها لك حال صيامه أو عند فطره فإن للمسلم دعوة عند فطره لا ترد.
وقد تولد في خلوة بينك وبين ربك بتأملك وتفكرك في حال عباده المصلين الصائمين والقائمين والتالين كتاب الله ليلاً ونهارا سرا وجهارا ، الصادقين والمتصدقين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر ، تقف لحظة مع ذاتك وتقول من الذي قربهم وأبعدني ؟ .. لما يشعرون بالأنس بالله وأنا لا أجده ؟ لما لا يرضون عن الجنة بديلا وأنا رضيت ؟ ... تفكر تستشعر فتتغير.

إخوتي وأحبتي في الله ، كم من أناس كتب الله لهم ميلادا جديدا في هذا الشهر الكريم ، كيف لا وكل الظروف مهيأة فيه ، أبواب الجنة كلها تُفتح وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين ولله في كل ليلة منه عتقاء من النار ، تكثر المواعظ وتميل القلوب إليها ، يشدو أصحاب الجميلة بأجمل الكلمات في بيوت الله ويتلون على المصلين آيات الكتاب الحكيم.
فاحرصوا على الغنيمة وتشبثوا بالفرصة فرصة لميلاد جديد في هذا الشهر الكريم وفي هذا العام بالتحديد فلما التأجيل ، فإن كنا قد أدركنا بداية الشهر فمن يضمن إدراك آخره.

وقد يكون الميلاد الجديد بتوبة صادقة خالصة لوجه الله تعالى أو بتجديد توبة أو بتصحيح مسار في علاقتك بربك أو بعزم قوي ونية جازمة على المضي بقوة إلى الجنة.

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )
تُغفر كل الذنوب الماضية ويخرج المؤمن المحتسب من الشهر كيوم ولدته أمه إيذانا بميلاد جديد.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى التوبة الصادقة والعمل الخالص المقبول

Read more...

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP