اليقين في الله " خواطر وأمثلة عجيبة "

>> الأحد، 27 يناير 2008


(اليقين في الله ( خواطر وأمثلة عجيبة
كلا لو تعلمون علم اليقين
علم اليقين إنه ذلك العلم الذي أختص الله به عباده المؤمنين
يقين في ما أخبر وما أمر به الله تبارك وتعالى ورسوله الأمين عليه صلوات الله والتسليم
ما حدث وما لم يحدث بعد
في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة
يقين المؤمن
يقين راسخ أشد من رسوخ الجبال ، لا يعتريه ضعف أو هزال ، فلا يأتيه الشك عن يمينه أو عن شماله
لذا أمتدح الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بيقينهم فقال ((والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)) (البقرة : 4 ) وقال أيضاً ((الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)) (النمل : 3 ) وقال عن أئمة الهدى((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)) (السجدة : 24 )
وذم الله جل وعلى الكافرين ووصفهم بأنهم لا يوقنون فقال ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)) (الروم : 60 ) وقال أيضاً ((أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ)) (الطور : 36 ) حتى اعترفوا هم بأنفسهم وقالوا ((وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ)) (الجاثية : 32 ) ولكن تأتي لحظة على أهل الكفر يحصل لهم فيها اليقين ولكن هيهات ((وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ)) (السجدة : 12 )

يقين في حفظ الله
- رسول الله صلى الله عليه وسلم يغفو قليلاً تحت ظل شجرة وهو وحده ، ومعلقاً سيفه على الشجرة ، ويفتح عينيه ليجد عند رأسه كافر ممسك بسيفه يريد قتله ويقول لنبينا الحبيب : من يمنعك مني ؟ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم تهتز له شعرة بكل ثبات ويقين : الله. فكان وقع الكلمة على الرجل أشد من وقع السيوف : الله : أرتجف الرجل ووقع السيف من يده فأخذه الرسول وقال للرجل من يمنعك مني !! وقف الرجل ينتظر الموت للحظات قبل أن يعفو عنه صاحب القلب الرحيم . وذلك من الحديث الذي رواه الأمام أحمد بسند صحيح أن الأعرابي قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ، فقال : من يمنعك مني ؟ قال : ( الله عز وجل ) ، فسقط السيف من يده ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( من يمنعك مني ؟ ) ، فقال : كن كخير آخذ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتشهد أن لا إله إلا الله ؟ ) ، قال : لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ، ولا أكون مع قوم يقاتلونك . فخلى سبيله ، فذهب الأعرابي إلى أصحابه فقال لهم : " قد جئتكم من عند خير الناس " .
كم مرة في اليوم الواحد نذكر هذه الكلمة (الله) ولكن لماذا لا يكون تأثيرها على حالنا أو وقعها على أعدائنا كما كانت على هذا الرجل ... إنه اليقين .. الله.

يقين في ما عند الله
- (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (يوسف : 86 )
قال بعض علماء التفسير أن العلم الذي يعلمه يعقوب عليه السلام ويقصده هنا هو اليقين
غاب عنه ولده يوسف ، إخوته ألقوه في الجب وهو صغير ، مرت أربعين سنة ، ولكن كان عند نبي الله يعقوب عليه السلام يقين في الله ، وصاحب اليقين لا يلجأ للحسابات الدنيوية ، أو الاستدلالات والنتائج التي تبنى على منطق ضعيف ، المنطق يقول أربعين سنة كفيلة أن تنسى يوسف يا يعقوب ، قد يكون هلك أو أو فلما لازلت تتنظره ، أهذا منطق؟!! (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) (يوسف : 85 ) فكان الرد من صاحب اليقين وأعلم من الله ما لا تعلمون ، ولأن يقينه راسخ فأمله بالله موجود بل ويبث الأمل في أولاده ويأمرهم بعدم اليأس (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف : 87 ) حتى يأتي الفرج من الله ويثبت للعالم أن يقينه كان في محله وأن الله لا يخزي المتقين (فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (يوسف : 96 ).



يقين في وعد الله
- أنس بن النضر رضي الله عنه ، صحابي جليل ، أعرج ، يتأهب الرجال للخروج للمعركة يوم أحد ، فيخرج معهم فيقال له إن الله أعذرك ( ولا على الأعرج حرج ) ، فيرد بيقينه لا بلسانه أنه من أهل الجنة في ذاك اليوم ويقول لهم " والله لأطأن الجنة بعرجتي هذه " ويقاتل حتى يلقى ما خرج من أجله ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عنه ( لقد رأيته في الجنة وما به من عرج ).
انه اليقين الذي جعل الصحابة رضوان الله عليهم ينالوا هذه المنزلة ، فكان من يقينهم مثلا ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال " لو رأيت الجنة والنار ما ازددت يقيناً ، لأني رأيتهما بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ربه ((مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى)) (النجم : 17 ) " وقال عامر بن قيس رضي الله عنه " لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً ".

يقين في قدرة الله
- روي أن عدو الله إبليس اللعين تمثل في صورة أدمي وجاء لرجل عابد ومعه بيضة فقال له : هل يستطيع ربك أن يجعل السموات السبع والأرضين داخل هذه البيضة ؟ فقال العابد : وكيف ذلك !!
ثم ذهب إبليس إلى عالم وقال له مثل مقالته الأولى فرد العالم بيقين كالجبال : وما يمنعه من ذلك ، إن شاء جعل الكون وما فيه يصغر حتى يدخله البيضة أو جعل البيضة تكبر حتى تشمل الكون وما فيه ، وما يمنعه من ذلك.
لذا قيل أن موت عالماً واحد أشد فرحاً لإبليس من موت ألف عابد

يقين في كتاب الله
- حكى لي بعض الثقات أن بعض الشباب جلسوا مع شيوعي وأخذوا يناقشونه ، وكلما حاول أن يزعم بوجود ثغرة في كتاب الله سدوها عليه ، حتى لم يأس سئلهم سؤال تعجيزي وقال لهم : هل أخبركم ربكم في كتابه كم رغيف خبز ينتجه مخبز ... الشهير بالمدينة في السنة ، فسكت الشباب إلا واحد قال بكل يقين نعم عندنا الخبر ، فتعجب الرجل وقال له إذن أخبرني عن العدد ، فما كان الشاب إلا أنه رفع سماعة الهاتف وأتصل على المخبز وسألهم فأخبروه ثم قال للرجل ينتجون في السنة ... رغيف ، فرد الشيوعي بغيظ أتسخر مني وماذا فعلت أنت سألتهم !! ، فقال الشاب نعم هذا ما أرشدنا إليه ربنا عزوجل في كتابه حيث قال ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل : 43 ).

هذا والله أعلم

Read more...

إعلان لدورة الشيخ هاني حلمي

>> الأحد، 20 يناير 2008

دورة طلب العلم "دفعة شهر محرم"
للتسجيل أضغط هنا
التسجيل باللغة الإنجليزية فقط و يفضل التسجيل ببريد غير hotmail بسبب صعوبة ارسال الرسائل الي مستخدمي hotmail
التسجيل فى المدرسة لا يعني تسجيلك بالمنتدي فيجب عليك التسجيل فى المنتدي
عبر هذا الرابط حتى تستطيع تقديم الواجبات المطلوبة منك
التعريف بالمدرسة العلمية
في البداية أهلا ومرحبًا بكم في مدرسة ( منهج ) لطلب العلم الشرعي ،
مرحبًا بوصية رسول الله ، أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيأتيكم أقوام يطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبًا بوصية رسول الله وأقنوهم " قلت للحكم : ما أقنوهم ؟ قال : علموهم .
وفي الواقع أنا في منتهى السعادة إننا سنتواصل معًا ، وأتمنى أن تضعوا أيديكم في يدي ، معًا على طريق الجنة
هدفنا : تكوين شخصية مسلمة ملتزمة من خلال المحاور الثلاثة التي بينها الله تعالى في سورة العصر .
فمدرستنا تخدم المحور الأول
ألا وهو طلب العلم ، والعلم الذي أقصده الذي يثمر معرفة الله تعالى ، ومعرفة العبد بنفسه ، ومعرفته بعيوبها ، ومعرفته بالطريق ، ومعرفته بعوائق الطريق كما قال ابن القيم في الفوائد .
نريد علمًا يورث الخشية قال الله تعالى : " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر/28]
نريد علمًا يرفعنا عند ربنا :
وقال تعالى : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " [ المجادلة /11 ]
نريد علمًا يقربنا إلى ربنا ، العلم الذي ، ومدراسته ذكر ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه صدقة ؛ العلم الذي يبين لنا سبيل الجنة ، العلم الذي يكون مؤنسًا لنا في زمن الغربة ، وعاصمًا لنا في زمن الفتنة .
نريد علمًا يحدثنا في خلوتنا ، ويجالسنا في وحدتنا ، ويكون سلاحنا في زمن الضعف والذلة .
نريد علمًا يبصر به المرء حقائق الأمور ، وليس البصر بصر العين ، ولكن بصر القلوب ، " فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " .
نريد أن نكون من ورثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، نجاهد في سبيل الله بالحجة والبيان قال تعالى : " وجاهدهم به جهادًا كبيرًا " .
نريد أن نتعلم فنترك من بعدنا ما يثقل موازيننا . " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " [رواه مسلم ]
نريد أن نكون ممن أراد الله بهم الخير ففقههم في الدين .
نريد أن يغفر الله لنا ما تقترف أيدينا من معاصي بطلبنا للعلم
أخرج أبو يعلى وصححه الألباني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر "
أما منهجنا :
فسوف يكون في العلوم التالية :
التوحيد ، الأسماء والصفات ، التفسير وأصوله ، السنة المطهرة ( ندرس كتاب الأدب المفرد ) ، الفقه ، الأخلاق .
عدد المحاضرات : 28 محاضرة .
موجودة على هذا الرابط
مادة الفقه الوحيدة التي يتم سماع محاضرتين يوميًا نظرًا لكبر مادة هذا العلم .
الهدف : إن شاء الله تعالى خلال سنة أو سنتين على أقصى تقدير يكون الواحد منكم انتهى من العلم الفرض العين عليه بجانب ما يجعله ملتزمًا بمعنى الكلمة .
نشرح من الكتب :
(1) كتاب مختصر الفقه الإسلامي للتويجري بناء على نصيحة بعض علمائنا ، والكتاب يشبه كتاب منهاج المسلم وإن كان يتعداه بكثير ، وهو يشمل التوحيد والفقه ، والأخلاق ، والآداب ، والدعوة .
(2) كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري ، تم اختياره لتكون دراسة الحديث النبوي تصب في خدمة نفس الهدف ألا وهو التربية السلوكية مع التعرف على طريقة شرح الحديث النبوي .
زيادة الحصيلة
(3) سلسلة الأسماء الحسنى : مجموعة من عدة كتب ككتاب ( النهج الأسنى ) للنجدي ، وشرح الأسماء الحسنة للدكتور محمود الرضواني .

المطلوب :
المطلوب منكم أن تستمعوا إلى المحاضرات الصوتية ، وتذاكروها جيدًا ، ولا بأس أن تستعينوا بتفريغات الإخوة والأخوات الموجودة بالمنتدى الخاص بالمدرسة .
(1) في ( العقيدة ): تعرف على أصول معتقد أهل السنة ، وخاطب بها قلبك وعقلك ، اهتم بدراسة القضايا الأساسية التي تبني عليها اعتقادك في الله تعالى .
(2) في ( الفقه ) ، تعرف على الأحكام الشرعية ، واهتم بالأدلة وقول الجمهور في كل مسألة كما بينت المنهج في المحاضرات .
(3) في ( التفسير ) فعندك جانبان ( تأصيلي ) تفهم كيف يُفسر النص القرآني وفق الأصول التي قررها أهل العلم ، و ( تطبيقي ) من خلال دراسة في سورة ( النبأ ) وسورة ( النازعات )
(4) في ( الأسماء والصفات ) فالغرض منها أن تعرف ربك ، وهذا أصل الأصول ، وينبغي أن تولي هذا الأمر خصوصية لأنَّ هذا ينير لك الدرب في كيفية معاملتك بربك ، وقد اهتممت بذكر الآثار السلوكية للعبد من خلال دراسته للأسماء .
(5) في ( الأدب المفرد ) اهتم بحفظ المتون لا الأسانيد ، مع معرفة معاني الكلمات الغريبة ، وفقه الحديث .
(6) في ( الأخلاق ) تعرف على الإطار النظري لعلم الأخلاق ، واهم المؤلفات فيه ، وتاريخ هذا العلم ، وبيان شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، والأسس التي تبني عليها أخلاقك كمسلم .
الامتحانات :
لديك طريقتان للامتحان :
(1) إما أن تنتهي من مادة مادة وتطلب فيها الامتحان في مدة لا تزيد عن شهر ونصف من بدء التسجيل .
وبالتالي يمكنك الانتهاء من المرحلة في الفترة التي تروق لك بحد أقصى شهر ونصف ، وقد جعلنا هذا لنفتح مجالا للتنافسية بين الجميع ليلحقوا بمن جاوزوهم في الطريق .
(2) أو تأخذ امتحانا كاملا في جميع المواد وتمتحن آخر الفترة الدراسية في موعد يحدد في حينه بحيث لا تزيد الفترة الدراسية عن شهر ونصف بأي حال من الأحوال .
كيف يتم الامتحان : يمكنك اضافة الماسنجر الخاص بالموقع لمعرفة طريقة التسجيل للامتحان
manhag_school@hotmail.com
اذا واجهتك اى مشكلة فى الالتحاق بالمدرسة ارجو اضافة هذا البريد لديك فى الماسنجر
manhag_school@hotmail.com أو ارسل رسالة الى manhag@gmail.com
أعمال السنة :
نهتم جدًا بالمشاركة الإيجابية عبر الموقع ، ونرصد درجات إضافية كبيرة للطالب الأكثر تفاعلا وإيجابية ، ولابد من عمل تقوم به سواء من تفريغ لمحاضرة ، أو كتابة بحث أو مقال ، لابد من ذلك ، وإلا فقد أثبتت النتائج السابقة أن الأوائل كانوا الأكثر مشاركة ، ولا يلزم أن يكون الأول في الامتحان نفسه
تابع أخبار
المنتدي عبر هذا الرابط او عبر الرسائل الالكترونية التى قد تصل لك فى ال junk mail
أسئلتكم عما لم تعرفوه . هناك بالمنتدى قسم خاص لهذه الأسئلة .
المنتدي عبر هذا الرابط
جوائز للأوائل :
الموقع يرصد جوائز للناجحين الأوائل ترسل إليهم بما يتيسر لنا من سبل
نريد أن نتنافس
قال تعالى : " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها "
تذكرنا شعارنا :
نحو قلب ينبض بحب الله تعالى . والله ولي التوفيق
للتسجيل أضغط هنا

Read more...

تصميم حبست الدمع

>> الخميس، 17 يناير 2008


التصميم بمناسبة استشهاد حسام الزهار نجل محمود الزهار أحد قيادي حركة حماس

والذي نسأل الله أن يتقبله في الشهداء هو وجميع قتلانا في فلسطين الحبيبة


الكلمات من قصيدة ( صرح على القمة ) للشاعر الفلسطيني سميح عصيدة

كتبها في رثاء ابنه الشهيد باذن الله عاصم



التصميم ككل إهــداء خاص للأخت / صانعة الحرية



Read more...

تصميم وعرفت الطريق

>> الأربعاء، 16 يناير 2008


Read more...

إنه ليس من أهلك

>> الأحد، 13 يناير 2008



الصورة أعلاه من أكثر الصور تأثيراً في القلوب واذكر لما شاهدتها لأول مرة تذكرت قوله تعالى لنبيه نوح عليه السلام عن ولده ( إنه ليس من أهلك ) الصورة لأم فلسطينية تضع نعلها على عنق ابنها ..!!
والذي يتبادر إلى الذهن أول ما ترى الصورة سؤال .. ما الذي اقترفه هذا الابن لينال هذا العقاب ؟ يا الله كيف يتحول قلب الأم التي هي أرحم الناس بولدها لتطأه بقدمها ... أنها الخيانة.
الابن كان عميل لدولة بني صهيون يمدهم بالمعلومات عن الشباب المجاهدين ففضح الله أمره وقتله المجاهدين بعد ما أذاعوا سره بين الناس .. ما أقصى أن يموت الرجل بيد أهله بعد أن أجمعوا على قتله وما أقصى أن تقول له أمه إني بريئة منك.

ليس ببعيد عن هذه الصورة المقطع القادم .. قيل أنه تم تسريبه من الملفات الأمريكية في العراق وعلى كلاً المقطع واضح وفيه شيخ عشيرة أبوريشة المتعاون مع العدو الأمريكي في جلسة تحقيق ، ويظهر جلياً مدى ذله ومدى تكبر الأمريكان .. الرجل يعرض خدماته ومعلومات عن المجاهدين بالأسماء والعناوين ويعرض أن يحول عشيرته لدوريات حراسة لمتابعة أي عمل يحدث في مدينته الأنبار ليبلغ به الأمريكان أولاً بأول ... وبالرغم من كل ذلك يُقابل بالذل
والإهانة والجفوة في الكلام ليس فقط من القائد الأمريكي وإنما حتى من المترجم!!

هذه هي الخيانة تُـذل من حيث يريد فاعلها العزة وتُـخفض من حيث يريد الرفعة ولا عجب في ذلك فالذل كل الذل في مخالفة أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأما العزة ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) وأي مخالفة أكثر من موالاة الكافر ونصره على المسلم ... عندها يتحول المسلم وإن كان من نفس العشيرة أو الأهل (لقوله تعالى ( إنه ليس من أهلك .

Read more...

الشيخ أبي إسحاق وسب الصحابة

>> الاثنين، 7 يناير 2008

الشيخ أبي إسحاق وسب الصحابة

شاهدت قبل عدة أيام لقاء على قناة الحكمة المباركة مع فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله في برنامج المحاور الناجح وسام عبدالوراث ، لفت انتباهي كلام الشيخ عن موضوع سب الصحابة في الصحافة المصرية الذي أُثير منذ فترة في عدة صحف وعدة مقالات متتالية تستهدف عدد من الصحابة ، الغريب في كلام الشيخ بالنسبة لي وإن كان غير مستغرب من الشيخ هو استشعارك بحرارة قلبه واقشعرار بدنه في حديثه وكأن الحدث اليوم رغم مرور كل هذه الشهور وعلق الشيخ على ذلك قائلاً لو كانت الإهانة لشخصي من السهل النسيان أما أن يُهان الدين فكيف ننسى ؟
الله أكبر ، هذا هو الانتماء الحقيقي للدين لا الانتماء الوقتي ، مشكلة الكثير منا التفاعل مع الحدث بعاطفية لحظة حدوثه ثم ما أن تمر بعض الأيام إلا وننسى وكأن شيئاً لم يكن.
يُسب نبينا ويُهان في بلاد الدنمارك والنرويج فنتعاطف مع الحدث نطالب بالاعتذار(بالرغم من عدم وجود دليل شرعي على هذا العمل) ونهدد بالمقاطعة وننشد الأناشيد في حب النبي ثم .... يمر الحدث!!
لذا كان من الطبيعي أن تتكرر الإهانة مرة أخرى بعدها بشهور قليلة وستتكرر مرات عديدة مدام رد الفعل واحد.
يُضّعف البخاري أصح كتاب بعد القرآن ويُسخر من عمرو بن العاص وأبوهريرة رضي الله عنهما في صحافتنا العرجاء ويصل الأمر للصديقة بنت الصديق حبيبة النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة يُكتب عنها بالبنط العريض" أسوء عشر شخصيات في الإسلام على رأسهم عائشة " !!!
منا من تأثر قليلاً ثم ما لبثنا أن نسينا وما زالت هذه الصحف منتشرة وتباع ونقرأها وكالعادة مر الحدث.
هذا فعلنا .. أما العلماء فلأن الأمر مبني على علم وحب وإتباع لا على عاطفة غير منضبطة بالضوابط الشرعية يكن لهم تأثر من نوع آخر.
موقف الشيخ أبي إسحاق من هذه الحملة من يوم بدأت إلى الآن موقف المُحب لدينه والذي يغار عليه حقاً ولا عجب في أن يكون علماء الحديث من أكثر الناس تعلقاً بالصحابة وبسنة النبي كيف لا والواحد منهم يعيش يومه كله مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه بين يديه يسير مع صحابته ويروح ويجئ مع الرواة والأئمة .
جزى الله خيراً الشيخ الجليل وبارك في عمره وعلمه ونفع به ، ونسأل الله أن يحفظ الأمة من المتربصين بها ليل نهار في الداخل والخارج.

Read more...

مش معقول النبي يقول كده

>> السبت، 5 يناير 2008

مش معقول النبي يقول كده ... !!!

من الفتن الجديدة القديمة التي تواجه هذا الدين رد البعض ممن ينتسبون إليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فمنهم من رده بالكلية واعتبروا القرءان هو المصدر الوحيد للتشريع ، ومنهم من أخذ من الأحاديث النبوية ما يوافق هواه فقط ورد ما دون ذلك وإن كان سند الحديث صحيح فيقول " مش معقول النبي يقول كده " أو غيرها من العبارات المشابهة في المعنى.

في القرن الحادي والعشرين أكثر ما يُنادى به في العالم (( العلم والتخصص )) ، ويؤلفون في أهميتهما كتب ورسالات وتقام مؤتمرات وندوات ... يحترمون العلم والتخصص في كل فن وفي كل مجال إلا الدين !!
هنا فقط يُفتح للعقل مجالا أوسع (وللهوى أيضاً ) لرد ما شاء .

سبحان الله أيهما أعمق جرحاً جرح الدين أم جرح البدن!!
تذهب للطبيب وتُسلم له نفسك ولا تناقشه في شىء يأمر لك بأدوية معينة دون غيرها وأطعمة محددة وساعات نوم ، يضع نظاما كاملا ويجب عليك الامتثال دونما جدال لأن الرجل أوعى بتخصصه ، يُدخلك غرفة العلميات يقلبك على السرير يمنة ويسرة يأخذ المشرط بيده ويقطع من هنا أو من هنا ، وبعد كل ذلك قد لا تحدث المعافة وتذهب لطبيب غيره ليخبرك أن كل ما فعله بك الأول ما نفعك بشيء بل زادك سوءاً ... نعم حدث ويحدث كل يوم وقتها لا تلوم نفسك أنك ما راجعته في كل أمر لأنك تحترم التخصص.

للحديث علوم لا علم ، وعلماء أجلاء كالنجوم في السماء جعلهم الله هداية من ظلمات الجهل والعماء الواحد منهم يزن أمة .. ولما يقدم أحدهم على الجمع بين أربعة أحرف في كلمة حيث يبدأ بالصاد ويثني بالحاء ويثلث بالياء ثم يكرر الحاء أخرى ليقول عن الحديث ( صحيح ) لا تخرج هذه الكلمة سهوا ولا عبثاً ولا لهواً ولا مجاملة ولا تهاوناً ولا جهلاً.
(صحيح) تعني العلم ، تعني الأصول والقواعد ، تعني المبادئ المتبعة في علم الحديث ، تعني السفر شهور للتأكد من الصحة ، تعني مراجعة الشيوخ الأكابر ، تعني التدقيق في الكتب والمراجع ، تعني البحث في رجال الحديث ومنازلهم ، تعني الجرح والتعديل ، تعني علم الأسانيد ، تعني الشرط ، تعني سهر الليالي في المراجعة والبحث والدراسة.

بعد كل هذا يأتي جاهل فيقرأ حديثاً صحيحاً فلما يجده غير موافق لهواه يرده ويضعفه لعدم اقتناعه به ، وإذا كان مريداً للفتنة فسرعان ما يكتب مقالة وينشرها هنا أو هناك في تضعيف الحديث والسخرية من كلماته وبيان عدم موافقتها لعقله السقيم ... أراد القدح في الدين فحصل له ما أراد وعليه ما يستحق إن شاء المولى.
ولو أنه أراد العلم والفهم لجلس بين يدي عالم ثقة رباني يستفهم منه معنى الحديث ، وعرف وقتها ما استشكل عليه فهمه فهذا دور العالم وقدرته في الجمع بين النصوص لأنه لا تعارض والحمد لله.
(وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء : 83 ).
هذا والله أعلى وأعلم
رحم الله أبا هريرة وبن مسعود وبن عمر وأنس وعائشة ، رحم الله البخاري ومسلم والإمام أحمد بن حنبل ومالك والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبي داوود والدارمي ، رحم الله يحي بن معين وبن ربيعة ومكحول وبن أبي يعلى ، رحم الله أحمد شاكر والألباني.

Read more...

لماذا لا تكون داعية ؟

>> الخميس، 3 يناير 2008



سلسلة مقالات الدعوة عبر الانترنت


3 - لمــاذا لا تكون داعيــــــة

الحمد لله الذي خلق من عدم وشفى من سقم ودفع عنا أنواع النقم وأجزل علينا بوافر النعم ، نحمده ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين خاتم الأنبياء والمرسلين الصادق الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين.

إياك أعني ولا أحد سواك
ما دمت قد وصلت إلى هنا وقبل أن أطرح عليك أخي القارئ تساؤلي لماذا لا تكون داعية؟ أحب أن أؤكد لك أنك أنت المعني بهذه المقالة ولا أحداً سواك ، فقد تقول في نفسك نعم هناك شباب يهتمون بالدعوة عبر الانترنت وأنا احترمهم وأتابع أعمالهم وأدعو لهم بالتوفيق والسداد ولكني لست منهم ولا استطيع ذلك !! ، فلما لا ؟ ( نقطة نفسية : كثيراً ما نقنع أنفسنا بأننا نفتقد القدرة على عمل شىء معين ولكن الحقيقة غير ذلك ، القدرة موجودة والطاقات الإبداعية كامنة فينا والإمكانيات متوفرة يبقى تغيير وجهة النظر فقط وإن شئت جرب وسترى النتيجة )

أنظر ماذا يفعل غيرك
إن الله تعالى قد اختارنا كي نكون من أهل هذا الدين القويم وحملة كتابه الكريم وأتباع نبيه المصطفى الأمين عليه صلوات الله والتسليم ، وهذا الخير العظيم لابد من نشره والدعوة إليه ، لابد لنا جميعاً أن نحمل همه ، وإلا فمن ذا الذي يحمل همه؟
تدبر كيف يبذل أهل الباطل الغالي والنفيس من الجهد والوقت والمال من أجل نشر باطلهم والدفاع عنه ، سواء كانوا من أهل الفرق والبدع كالرافضة والصوفية وغيرهم أو كانوا من العلمانيين الذين قويت شكوتهم في كثير من بلاد المسلمين فأصبحوا يدعون إلى العلمنة ورد الإسلام ليلاً ونهارا علنا وجهارا ، وتدبر فعل المنصرين الذين يجوبون الأرض لنشر عقيدتهم وكيف يتكبدون العناء من أجل هذا الباطل ، ينامون في غابات أفريقيا وسط الأوحال والمخاطر ، يتحملون حرارة الطقس ووعورة الطرق وقلة الطعام والشراب ، أنظر معي لهذه الإحصائية وتأملها جيداً ثم تعالى لنسأل أنفسنا أنا وأنت ماذا قدمنا لهذا الدين ؟
نشرت المجلة الدولية للبحوث الآثارية الأمريكية Internatianal Bullettin of Missionary Research بعض الأرقام عن النشاط التنصيري لعام 1996م
- عدد المنظمات العاملة : 4500 منظمة .
- عدد المنظمات التي تبعث بمنصرين : 23200 منظمة .
- عدد المنصرين العاملين داخل أوطانهم : 4635500 منصر .
- عدد المنصرين العاملين خارج أوطانهم : 398000 منصر .
- التبرع للكنيسة : 193 بليون دولار .
- عدد أجهزة الكمبيوتر في خدمة التنصير : 206961000 جهاز .
- أنواع المجلات والدوريات التنصيرية : 30100 مجلة دورية .
- عدد نسخ الأناجيل والعهد الجديد : 178317000 نسخة .
- عدد محطات الإذاعة والتلفزيون : 3200 محطة .

كلما زين أهل الباطل باطلهم ودافعوا عنه وروجوه وسكت أهل الحق ، ظهر للعيان أن للباطل غلبة ، ولكن ما هي إلا أن يقوم أهل الحق فيُظهروا ما عندهم فيُحق الله الحق بكلماته ويبطل ما صنعوا ( وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ) (الإسراء : 81 ) فلماذا لا نقوم بنشر هذا الدين الحق هذا الخير العظيم والدعوة إليه ونصرته ؟ لما لا نكون سبباً في انتشال أقوام من أوحال الشهوات والشبهات إلى نور القرءان والسنة ؟

ما أيسرها !!
كم مرة تدخل على شبكة الانترنت في الأسبوع ؟ كام ساعة تقضيها متنقلا من موقع لآخر ومن منتدى لغيره ؟ كم من الوقت بك يمر في برامج الدردشة ؟
وفي المقابل كم من الوقت تحتاج لنشر موضوع دعوي أو تلخيص محاضرة لشيخ أو الإعلان عن أي نشاط دعوي ؟
يقول تعالى ( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * و َصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) من أعطى الوقت والجهد والمال والطاعات واتقى وصدق بالجنة يسره الله للخير كله ومن بخل واستغنى كان على النقيض من ذلك ، أسأل الله أن يجعلني وأياك ممن يعطي ويتقي وألا نكون ممن يبخل ويستغني ، فأعمال الخير يسيرة على من يسرها الله عليه ، وعسيرة على كل بخيل ، فلا تعجز ، ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ، فكم من الأعمال الدعوية البسيطة أثمرت وأينعت وكانت سبباً لك ولغيرك في خير عظيم ، لنضرب مثلاُ بقصة حقيقية.

قصة حقيقية
حكى هذه القصة الشيخ خالد الراشد(فرج الله كربه) في أحد أشرطته وإن كانت القصة ليست خاصة بموضوع الانترنت ولكنها تحمل ذات المعنى الذي نريد توصيله إليك أخي الحبيب وهي بساطة العمل الدعوي وعظم التأثير إن شاء الله يقول الشيخ على لسان صاحب القصة :
كنت شاب متهور لا أبالي بصلاة ولا بصوم ويومي أعيشه متنقل من معصية إلى أخرى ، إلى أن جاء هذا اليوم حيث كنت جالس في سيارتي أنتظر في إحدى إشارات المرور وصوت الغناء العالي ينطلق من مسجلي ليملأ الشارع ، فإذ بسيارة تقف إلى جوار سيارتي ويشير لي سائقها بالتحية وهو مبتسم ويطلب مني فتح نافذة السيارة الزجاجية ، ولما فتحتها رمى لي بشريط كاسيت ، ثم تحركت السيارات ورحل في طريق آخر ورحلت ، بعد قليل انتهى الشريط الذي كنت اسمعه ومن باب الفضول قلت أجرب الشريط الذي أعطينه الرجل في الإشارة ، وكانت محاضرة وعظية فقط من سماعي لمقدمة الشريط وجدتني أبكي بشدة ثم تلفت في الطريق ورجعت لنفس الإشارة أبحث عن هذا الشخص لأشكره لكني لم أجده ، تغيرت حياتي تماما منذ هذه اللحظة ولا يعلم هذا الرجل أني ومنذ ست سنوات ادعو له في كل ليلة وأبحث عنه في كل طريق ، كيف لا وهو الذي كان سبباً في هدايتي.

تأمل معي أخي الحبيب كل الذي فعله الرجل هو إهداء شريط إسلامي فقط ، ثم رحل وهو لا يدري هل سيستمع هذا الشاب للشريط أم سيلقي به في أقرب سلة مهملات ، تخيل معي أخ مسلم يدعو لك بظهر الغيب في كل ليلة وأنت لا تدري ، كم من المصائب رفعها الله عنك بسبب دعواته وكم من الخيرات من بركة دعاءه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجاب ".

كل هذا الأجر ينتظرك
لأن في قلبك الخير فكلما تسمع عن فضل عملاً من أعمال تحرص على فعله قدر المستطاع ، فماذا ستفعل لما تعلم فضل وإن شئت قل فضائل الدعوة إلى الله ، والغريب في الأثار التي جاءت في تبيان فضائل الدعوة إلى الله أن كل واحداً منها لو كان الوحيد لكفى.
- ألا تعلم أنك ستكون من أحسن الناس قولاً ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ ) (فصلت : 33 )
- ألا تحب أن تكون ممن دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرءاً سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه... " رواه أحمد
- ألا تطمع في دعوة من الله والملائكة وأهل السموات والأرض والحيتان في البحر حتى النملة في جحرها !! وذلك من الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي أمامة مرفوعاً : " إن الله وملائكته ، وأهل السماوات والأرض ، حتى النملة في جحرها ، والحيتان في البحر يصلون على معلم الناس الخير "
- ألا تطمع في عمل يكون خيراً لك من حُمر النعم أو مما طلعت عليه الشمس وغربت وذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحديث الذي رواه البخاري " فو الله لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم " وفي رواية : " خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت " .
- وتخيل معي إن جعلك الله سبباً لنشر الهدى وتعلمه البعض منك ، ألا تريد أجر كل من عمل بهذا الهدى يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً " . رواه مسلم
- هل اشتركت في منتدى وأحسست بألفة بينك وبين الأعضاء ، هل تحب لهم الخير كما تحبه لنفسك ، إذن فأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فهي من أعظم علامات المحبة وإن كنت تقدر على أن تدلهم على خير فأفعل لتقوى الصلة بين المؤمنين وأبشر برحمة الله ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة : 71 ).
ذكر فضائل الدعوة يحتاج لموضوع كامل أو موضوعات فضلاً عن فقرة في موضوع ، والمحب يكفيه القليل.

هذا والله أعلى وأعلم

Read more...

تلك الساحة العظيمة



سلسلة مقالات الدعوة عبر الانترنت


2- تلك الســاحة العظيمـة

الحمد لله الخبير العليم الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، الحمد لله الذي هو فوق كل ذي علم على ، وأصلي وأسلم على خير من وطأ الثرى ، وعلى الآل والصحبة الخيرة ، والتابعين وتابعيهم على الهدى.

تطورت الحياة وتطورت أساليبها وتقنياتها تطورا كبيرا على مرور الزمان ، وفي كل يوم يخرج علينا الباحثون باختراع جديد يُذهل العقل ، وفي كتاب الله آية عظيمة شاملة جامعة قال عنها العلماء يدخل تحتها كل مُخترَع جديد في الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهي قوله تعالى ( وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل : 8 ). فسبحان من خلق الإنسان وعلمه وهيئ له أسباب ما ينفعه.

شبكة الانترنت هي تلك الشبكة التي اختصرت الزمان وتعدت حدود المكان وجمعت بين أمم من الناس مع اختلافهم في الأشكال والألوان والألُسن والأديان ، فيها من أبواب الخير ما لا يحصيها إلا العليم الديان ، إن اسُتغلت من أهل الفضل والإحسان ، فهي ولا شك من أعظم ساحات الدعوة وهي ساحة خصبة ما زالت تريد المزيد والمزيد من أصحاب الهمم الذين يرضون من الجبال بالقمم ولا يرضون بالوديان.
لنأخذ جولة في بعض العناصر التي تتميز بها الانترنت عن غيرها من الوسائل الدعوية ونرى كيف يمكن الاستفادة منها :-

عنصر المكان
تتميز الانترنت بكونها تتعدى كل خطوط الحدود بين البلدان ، فتصبح وكأنها لا مكان ، وفي ذلك فائدة عظيمة حيث يسهل على شباب الدعوة أولاً تحصيل العلم الشرعي وسؤال العلماء أي كان مكانهم ، ففي الماضي كان يسافر الرجل مسيرة الشهر والشهرين ليسأل عن حديث وكانوا يجوبون الأرض طلباً للعلم أما الآن فبفضل الله تيسرت الأمور وأصبحنا وكأننا لا نملك عذراً عند الله لتحصيل العلم (علماً بان طلب العلم على يد الشيخ أولى ولكن هذا من باب اتقوا الله ما استطعتم) ، وثانياً في نشر العلم والعمل الدعوي فمن داخل بيتك تستطيع إن شاء الله أن تُفيد أقواما في شتى أنحاء المعمورة ، وتأمل معي كيف تكون هذه الصفة والمزية فيها خيرا عظيم ، كم من أناس يعيشون في مجتمعات يغيب عنها أهل العلم الشرعي الصحيح وتنتشر فيها البدع وكم من الناس من يعيشون في أجواء الكفر لا يعرفون عن الإسلام شيئاً فكانت هذه الشبكة أداة تواصل جيدة أعانت الكثير بفضل من الله ، وأظن لو كانت هناك إحصائية لعدد الذين دخلوا الإسلام عن طريق الانترنت أو الذين اهتدوا وتابوا وأنابوا بسببه لرأيت أعداداً يعجز عن العقل عن إدراكها وهي ولله الحمد في كل يوم في زيادة.

عنصر الزمن
تخيل معي وسيلة دعوية نشاطها مستمر لأربعة وعشرين ساعة في اليوم ولكل يوم ، في دقائق قليلة تستطيع أن تنشر وتساهم في أي عمل دعوي وهذا العنصر أحرج الكثير من المتكاسلين عن العمل الدعوي على الانترنت بحجة عدم التفرغ فعن تجربة أستطيع أن أقول انه فقط في خلال خمسة عشرة دقيقة أو أقل تستطيع أن تنشر موضوع مفيد في أربع أو خمس منتديات مختلفة وتستطيع أن ترسل خمس رسائل دعوية في مجموعة بريدية وتستطيع أن تحادث شخص عن طريق برامج الدردشة وتعطيه روابط لدروس وموضوعات مفيدة وتستطيع القيام بأمور أخرى كثيرة فما أعظم قيمة الوقت إن اسُتغل بشكل جيد.

عنصر التكلفة
انخفضت تكلفة استخدام الانترنت عن سابق عهدها ومتوقع لها انخفاض أكبر في المستقبل القريب بل أنها ستكون مجانية تماما في بعض البلدان في غضون سنوات قليلة ، وهذه التكلفة المنخفضة للخدمة تيسر على كل راغب في مجال الدعوة الإلكترونية أن يخوض غمارها فليست الشبكة مقتصرة على الأغنياء فقط ، وهي أوفر كثيراً من تكلفة نشر كُتيب دعوي مثلاً كما أنه بالمقارنة بين ما تتكلفه مادياً لقضاء ساعة على هذه الشبكة في جهد دعوي وبين الأجر المحتسب عند الله فلن نجد أي وجه للمقارنة.

عنصر الإقبال
تتميز شبكة الانترنت بإقبال كبير من المستخدمين على مستوى العالم والأعداد كل يوم في زيادة ، وهذا العنصر يعطي مسئولية أكبر على كاهل شباب وشيوخ الدعوة على الانترنت لتكثيف مجهوداتهم لملاحقة هذه النسب المتسارعة ، ومن المعروف أنه كلما زاد الإقبال زادت النسب المرجوة من الأشخاص المستهدفين من الدعوة.

عنصر المرونة
في الماضي كان الناس لا يستفيدون من الداعية إلا أثناء وجوده معهم ، ثم ظهرت أشرطة الكاسيت وكانت نقلة كبيرة في مجال الدعوة ثم جاءت الانترنت لتعطي مرونة أكبر للداعية فقد يقوم بالعمل الدعوي وينشره ولا يتواجد لساعات طويلة أو حتى أيام على الشبكة وبالرغم من ذلك عمله يلاقي الإقبال وينتفع منه الناس ، وهناك العديد من أشكال المرونة التي توفرها الشبكة للداعية ومن ذلك مثلاً قد يُسئل سؤال في أحد المنتديات وهو غير مستحضر للإجابة في لحظتها أو يريد التأكد من صحة حديث مثلا أو مراجعة الأدلة قبل الرد ، كل ذلك يستطيع فعله بسبب هذه المرونة وهذه النقطة بالتحديد أنصح بها الشباب عامة أن يفكر ألف مرة ويراجع نفسه قبل أي مشاركة لأن الكلمة مسئولية.

عنصر التفاعلية
تعطي الانترنت من خلال المنتديات والبرامج الحوارية نوع من أنواع التفاعلية للداعية ، فهو لا يقدم العمل الدعوي وينتهي الأمر عند ذلك وإنما لابد له من متابعة ليعلم تفاعل المتلقين للعمل ومدى تقبلهم له ورأيهم واقتراحاتهم وتوجيهاتهم وأوجه الخلل فيه إن كان فيه خلل وأيضاً يستطيع أن يستشف من تفاعل المتلقين لمدى احتياجاتهم فيرتب أولوياته الدعوية تبعاً لذلك.

عنصر التنوع
تتميز الانترنت عن غيرها من وسائل الإعلام بكونها متنوعة في كل ما تقدمه من معلومات فمنها المقروء ومنها المسموع ومنها المرئي كما أن منها الحواري ، وهذا التنوع يعطي شباب الدعوة فرص دعوية أكثر ولنضرب أمثلة من خلال بعض الخدمات التي تقدمها الشبكة:-
1- المواقع : تستطيع إن كنت تمتلك الإمكانية إنشاء موقع إسلامي دعوي يُعرض من خلاله محاضرات ودروس لأهل العلم ومقالات وكتب ورسائل تربوية ، وإن كنت لا تستطيع إنشاء موقع فأيضاً بالإمكان الاستفادة والإفادة من خلال المشاركة في مواقع موجودة بالفعل ، حيث توجد العديد والعديد من المواقع الدعوية التي تعطي الفرصة للقراء للمشاركة في الموقع بالمقالات والأفكار والتوجيهات أو أن تقوم بالدعاية لها.
2- المنتديات : كتابة موضوع مفيد وعظي أو إرشادي أو تعليمي بأسلوب جيد ثم نشره في المنتديات أمر عظيم النفع ، كما انه يمكنك نقل المواضيع المفيدة التي تجدها أثناء تجوالك في الانترنت إلى المنتديات المشترك بها ، كما أن بعض المنتديات تساعدك على النواحي الدعوية من خلال ما تقوم به مثلاً من مسابقات إسلامية أو أي نشاط تجميعي لبعض الأعضاء لعمل مشروع دعوي حي على أرض الواقع.
3- المجموعات البريدية أو البريد الإلكتروني : يمكنك ببساطة ودون أية تكاليف إنشاء مجموعة بريدية دعوية أو المشاركة في مجموعة قائمة ، وبإرسالك أي رسالة أو مقالة دعوية تصل لجميع أعضاء المجموعة ، حتى وإن قل عددهم ، وفي ذلك فائدة كبرى حيث أن بعض مستخدمي الانترنت يحرص أول ما يبدأ به يومه على الشبكة مراجعة بريده الإلكتروني وقد تكون الرسالة الدعوية التي وصلته يقرأها لأول مرة ويتعلم ويستفيد منها أمور عظيمة.
4- غرف البال توك : استطاع شباب الدعوة تحويل غرف البال توك من مجرد غرف للدردشة والتسلية إلى ساحة هامة للدعوة ، وهناك الكثير من الشيوخ في مختلف أنحاء العالم لديهم دروس منتظمة في هذه الغرف ، لذا فإن المشاركة في هذه الغرف النافعة وإفادة الآخرين بالمعلومات والدروس والإعلان عنها كل ذلك أمر عظيم النفع.
5- برامج الدردشة : المؤمن أينما وقع نفع وانتفع وحيثما حل أمر بالخير وعليه دل ، ففي الوقت الذي يستخدم الملايين برامج الدردشة كوسيلة لقتل الوقت والتسلية تستطيع بناء صداقات وأخوة في الله ، وتشاركهم الخير وكم من الأخوان نشأت بينهم أواصر شديدة من المحبة في الله عن طريق هذه البرامج ولم يرى أحداً منهم الآخر ولم يجمعهم إلا الله ، يجتمعون عليه ويتفرقون عليه.
كانت هذه بعض العناصر التي تميز الانترنت عن غيرها من الوسائل الدعوية أو الإعلامية وبالطبع توجد عناصر أخرى كثيرة لم نتطرق لها ولكن حاولنا رسم صورة لتميز هذه الشبكة ولنقول أنها بالفعل ساحة عظيمة من ساحات الدعوة.

هذا والله أعلى وأعلم

Read more...

كلمات في الدعوة




سلسلة مقالات الدعوة عبر الانترنت





1- كلمات في الدعوة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (يوسف : 108 ) والقائل سبحانه ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) (النحل : 125 ) والقائل جل وعلى ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (فصلت : 33 ) وأصلي وأسلم على خير الدعاة والمبلغين وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد ،

لا شك أن الدعوة إلى الله من أجل وأعظم الأعمال وأرفعها قدراً وليس ذلك الشرف أو تلك المكانة للدعوة في حد ذاتها وإنما لما تُنسب إليه فهي الدعوة إلى الله وهل أعظم وأجل وأعلى وأكبر من الله ؟

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران : 104 ) هم الدعاة الذين جعلهم الله سبباً ليأخذوا بأيدي الناس إليه يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر ويعلموهم حدود ما أحل الله وما حرم فمن فوق هؤلاء منزلة ؟

ولما كانت الدعوة لله فكان التوحيد مبدأها فهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ، فهذا ما يجتمع عليه الدعاة عامة وإن اختلفت أساليبهم أو أمكانهم أو ألسنتهم فالدعوة أساسها واحد ، " لا إله إلا الله " هذا ما دعا إليه كل الأنبياء والمرسلين والدعاة والواعظين والعلماء العاملين ، وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الدعوة ولا تحيد عنها فتتحول إلى دعوة حزبية أو مذهبية أو دعوة إلى شخص شيخ بعينه أو طريقة أو رأي.

ولكي تكون الدعوة في شكلها الصحيح وهيكلها السليم وتأتي بثمارها لابد لها من عدة أمور منها :-
1- الإخـــلاص : إخلاص النية لله تعالى شرط أو ركن في كل عمل فلا تصح الأعمال إلا به ، فيجب للدعوة أن تكون خالصة لوجه الله تعالى من غير شبهة رياء أو سمعة ، أو طلب جاه أو شهرة ، وعلى الداعية إلى الله تجديد نية الإخلاص دائما فإن القلوب تفتر والنفوس تحب المدح والمغريات كثيرة ولا ينجو منها إلا من كتب له الله السلامة.
2- العــــلم : قال تعالى ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ) قال العلماء جعل الله العمل هنا وهو الاستغفار بعد العلم لذلك بوب البخاري رحمه الله باباً في صحيحه وسماه " باب العلم قبل القول والعمل " فإن بالعلم يُعبد الله وذلك لأن الأعمال يُشترط لقبولها شرطين أولهما النية وثانيهما الصحة والإتباع ، ولن تحصل على الشرط الثاني إلا بالعلم ، ولو أفتقد الداعية العلم دخل في قول الله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ) (الحج : 8 ) ولو أفتقد الداعية العلم لكان أقرب للابتداع من غيره.
3- البصـيرة : ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ) قال بعض العلماء عن البصيرة أنها كلمة جامعة لثلاثة أمور أولها العلم الشرعي وثانيها علم بحال المدعو وثالثها علم بأنسب الطرق لدعوته ، فكما أشرنا آنفاً لضرورة العلم الشرعي للدعوة فهو أساسها لكي يدعو الداعية إلى ما دعى إليه النبي صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقص ، وتختلف طريقة الدعوة وأسلوبها باختلاف المدعو فلابد أن يُعلم حاله في البدء ، فدعوة طلاب العلم تختلف عن العامة وكذلك مخاطبة ومناصحة العلماء تختلف عن الحكام أو النساء والأطفال ، ومعرفة مدى تقبل المدعو أو تلقيه أيضاً أمر هام ، ثم تأتي مرحلة اختيار أنسب الطرق لدعوة الشخص بعد أن عُرف حاله.
4- الحكمـــة : قال تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) وصف الله تعالى الموعظة ووصف الجدال ولكنه لم يصف الحكمة لأن صفتها ذاتية ، فالحكمة لا توصف ، فإن حدث أي خلل أو ضعف في الأسلوب لم يطلق عليه حكمة لأنها صفة كمال ، وقد أشارت النصوص الشرعية إلى الحكمة في مواضع كثيرة تارة تكون بمعنى الدين كله وتارة تكون بمعنى الحق وتارة تكون بمعنى السنة وتارة تكون بمعنى كل فعل أو رأي صواب ، فمن الحكمة مثلاً للداعية أن يعرف متى يستخدم الدليل وفي أي موضع يضعه.
5- الموعظة الحسنة : الوعظ والإرشاد والتوجيه والتذكير بالله كل ذلك من الدعوة إلى الله ، والموعظة كثيراً ما تكون لها أكبر الأثر في النفوس والقلوب ، والموعظة جاءت مشروطة بشرط ولم تأتي مطلقة قال تعالى والموعظة الحسنة ، فليست من الموعظة الحسنة إذا دُعي الرجل مثلاً ليُصلح بين أخوين في الله أن يقول ( حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) (الزخرف : 38 ) ، فلابد من اختيار أجمل الحديث وأنسبه لكل موقف.
6- الرفـــق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه " وقال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله " لابد لمن أراد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من التزام ثلاثة أمور العلم قبل الأمر والنهي والرفق مع الأمر والنهي والصبر بعد الأمر والنهي " فالرفق في الدعوة أمر مطلوب بل هو ركيزة أساسية قال تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ).
7- الصـــبر : منذ أن خلق الله الخلق وأرسل الرسل جرت سنة الحياة أن الدعاة يلاقون أشكال وأشكال من الابتلاءات فما من نبي إلا عاده قومه وكذبوه وأهانوه وفي كثير من الأمر حاربوه وكذلك يجد كل داعية إلى الله الحق ، فلابد أن يلتزم الصبر ويحتسب الأجر ولا يجعل ما يلاقيه من الإعراض أو الأذى سبباً في التخلي عن الدعوة إلى الله ، ولابد أن يعلم أن الدعوة ستأتي بثمارها ولو بعد حين ما دامت خالصة لوجه الله تعالى ، ( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) (المؤمنون : 111 ).
8- الكيف لا الكم : ( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النحل : 35 )لابد للدعوة أن تكون معنية بالكيف لا بالكم ، ندعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقص ولا يعيننا أبدأ كم الأتباع فالأمر الأهم هو الإتباع لا الأتباع ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (يوسف : 103 ) فلا تحتاج الدعوة أن تغير مسارها أو تميع دينها من أجل زيادة الأتباع ولنا في أنبياء الله أسوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عُرضت علي الأمم ، فجعل يمر النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد " فهؤلاء الأنبياء لم يقصروا في الدعوة وإنما الهدى من الله ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (البقرة : 272 ).
9- النزول إلى الواقع : ، تعيش أمتنا ومنذ سنوات صحوة إسلامية واضحة في شتى البلدان والحمد لله ولكن في هذه الصحوة بعض أوجه الخلل منها وأهمها هو بُعد بعض أهل العلم الشرعي عن واقع الناس في حين أقدم شباب دعاة على ملىء هذه الساحة وعملوا بنشاط في أوجه كثيرة من أوجه الدعوة وخالطوا الناس عامة والشباب خاصة فتبعهم الشباب في منهجهم ودعوتهم ، ولكن الإشكال أن هؤلاء الدعاة الشباب كثيراً منهم يفتقد للتأصيل العلمي الصحيح فكانت النتيجة انتشار كثير من البدع على أيديهم أو عدم قدرتهم على تربية الشباب تربية صحيحة إيمانياً وعقائدياً ، لذا فلابد للدعوة أن تنزل لواقع الناس وتحتك بهم وتعايشهم لتأخذ بيدهم إلى الطريق المستقيم على المنهج الرباني الذي اختاره الله تعالى لنا وعلى سنة نبينا صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح.


هذا والله أعلى وأعلم

Read more...

تصميم شكوت إلى وكيع

Read more...

تصميم Gone With The Wind

Read more...

تصميم فأعتقنا من النار


Read more...

إعلان حملة اكــــــتب

Read more...

تصميم إن الحروف تموت حين تُقال

Read more...

تصميم رحيــــــل


Read more...

تصميم إعلان مشروع بتحب النبي؟

Read more...

تصميم مــــاء العيـــن

Read more...

تصميم إعلان مجموعة بدر البريدية


Read more...

تصميم إعلان مشروع روح




Read more...

تصميم شتان بين ظلامكم ونهاري





Read more...

تصميم وقل ربي زدني علماً




Read more...

تصميم لحظة ميلاد جديد

Read more...

تصميم يا هــادي الحيــارى





Read more...

ضعف مراقبة الله في الخلوات


ضعف مراقبة الله في الخلوات
(مكمن الداء والطريق إلى الدواء)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحليم التواب غافر الذنب قابل التوب ذي الطول شديد العقاب ، وأصلي وأسلم على خير من صلى وصام وتاب وأناب ، وعلى الآل والأصحاب ، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم المآب..أما بعد

* مقدمة :-
منّ الله عليه فألتزم وصار يتنقل بين الطاعات
من فروض وسنن وواجبات
وهجر حياة المعاصي والذنوب والموبقات
ولكن لا يزال الشيطان يراوده ويأتيه بين الأوقات
وأكثر ما يكون ذلك في الخلوات
فيوسوس له بمشاهدة أو سماع أو قول الحرام أو يزين له فعله
ولأنه عنده من ضعف مراقبة الله في الخلوات ما عنده ، يقع في الفخ الذي نصبه له إبليس ونفسه الأمارة بالسوء
فيقع في الذنب
ولأن الله وضع في قلبه خير يعود فيندم فيتوب
ولكن لما يختلي بالله مرة أخرى يزين الشيطان له فعل الذنب فيعود ويتكرر منه الذنب
وهكذا يختلي يذنب .. يندم يتوب .. يختلي يذنب .. يندم يتوب

هذه صورة واحدة وغيرها كثير من صور ذنوب الخلوات فمنهم من إذا خلى بالله زنى أو سرق أو تعامل بالرشوة أو تعدى على حق لغيره والصور كثيرة في هذا الباب منها ما هو من صغائر الذنوب ومنها الكبائر.

وليس كلامي هنا عن الذين لا يبالون بالمعاصي سراً وجهاراً ليلاً ونهارا ، فهؤلاء المجاهرين حسابهم على الله ويكفيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ... إلى آخر الحديث )، وإنما حديثي عن أصحاب الطاعات في العلن أصحاب المعصية في السر ، أمام الناس هم المصلين التالين كتاب الله والمقبلين على أهل الدين وفي الخلوات تتغير الحالات.
قال محذراً بلال بن سعد رحمه الله " لا تكن ولياً لله في العلانية وعدواً له في السر "

* ألا يعلم بأن الله يرى :-
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلــوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب

إن ذنوب الخلوات لا تدل إلا على ضعف إحساسنا بمراقبة الله عز وجل لنا في السر والعلانية ، فإن كنا نوقن فعلياً أنه يرانا فكيف نتجرأ على معصيته ، وكيف نجعله أهون الناظرين إلينا ، " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم " لا حول ولا قوة إلا بالله ، فأين نحن من درجة الإحسان التي عرّفها لنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )وذلك من الحديث المشهور الذي رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأين نحن من نصيحته صلى الله عليه وسلم لأبن عباس" أتق الله حيثما كنت " والمعني بقوله (حيثما كنت) السر والعلانية، مع الناس أو في خلوة.


* خطورة ذنوب الخلوات :-
لخص أحد علماء السلف رحمهم الله نتيجة ذنوب الخلوات في جملة وكأنها معادلة حسابية فقال رحمه الله ( ذنوب الخلوات .. انتكاسات ، وطاعات الخلوات .. ثبات )
فلو رأيت أحدا ممن كان مشهوراً بالالتزام معروفاً عند أهل الخير والإقدام لو رأيته على حال أخرى ، لو رأيته وقد تبدل حاله وانتكس فأعلم أن الأمر لم يكن صدفة ولم يأتي بغتة ، فإنه بارز الله بالمعاصي في الخلوات حتى تكاثرت على قلبه فظهرت في العلن .
وكان السلف رحمهم الله يعرفون صاحب معصية الخلوة ، فإن لها شؤماً يظهر في الوجه ويظهر في ضعف إقباله على الطاعات ، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : ( إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، وقوةً في البدن ، ومحبةً في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ، ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق )
وقال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد : ليحذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر! قال: أتدري ما هذا؟! قلت: لا، قال: العبد يخلو بمعاصي الله عزوجل فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر!!

وإن لم يكن من خطورة ذنوب الخلوات إلا هذا الحديث لكفى فقد جاء في سنن ابن ماجه بسند جيد من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً)) قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: ((أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها))
يا رب سلم سلم.

* مكمن الـــداء :-
إن الخطوة الأولى لعلاج هذا الداء هي الوقوف على مكمنه ، ووصفه وصفاً صحيحاً ولكي يحدث ذلك لنتدبر سوياً قوله تعالى ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن بعد قراءة هذه الآية الكريمة بتدبر هو هل نستشعر معية الله عند وقوعنا في المعصية التي لا يرانا فيها غيره ؟
هل نعلم يقيناً وفعلياً أنه مطلع علينا ؟
إن قال قائل لا أعتقد أن الله يراني حال وقوعي في المعصية لذلك تجرأت ، فإنه قد كفر فإن من الإيمان بالله أن تؤمن بأسمائه وصفاته فهو سميع بصير ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )
فهو يعلم سرنا وجهرنا ويسمع كلامنا ويرى مكاننا ولا يخفى عليه شيئاً من أمرنا ... سبحانك اللهم ربنا.
إذن نعلم أنه يرانا ونعلم أنه يغضب إن عصيناه وبالرغم من ذلك نقع في الذنب .. لما ؟
الجواب عند بن الجوزي رحمه الله حين قال : ( تأملت وقوع المعاصي من العصاة ، فوجدتهم لا يقصدون العصيان وإنما يقصدون موافقة هواهم ، فوقع العصيان تبعا . فنظرت في سبب ذلك الإقدام مع العلم بوقوع المخالفة ؛ فإذا به ملاحظتهم لكرم الخالق ، وفضله الزاخر . ولو أنهم تأملوا عظمته وهيبته ، ما انبسطت كفٌ بمخالفته ).
هذه مشكلة الكثير منا أنا نتعلق برحمة الله وكرمه وجوده ومغفرته وحبه لتوبة التائبين وليس في ذلك عيب إلا أننا جعلناه باب للوقوع في المعاصي وما تأملنا عظمة الله وهيبته وغضبه وعذابه.

* الطريق إلى الــــدواء :-
(( قاعدة أساسية سليمة وأعمدة قوية يتم البناء ))
إن القاعدة الأساسية لعلاج ذنوب الخلوات وأول الطريق إلى الدواء هو أن نرفع جانب الخوف عندنا على جانب الرجاء ، نعم نتلو قوله تعالى ( و َرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) ولكن نتم الآية ( فسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) ، نتلو قوله تعالى ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ونتبعها بما يليها ( وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) ، فلا يكفي أن نتفكر في كرم الله ومغفرته ورحمته وننسى عذابه ، فهذه القاعدة هي عمل قلبي عظيم كي نستشعر عظمة الله فتزيد هيبته في قلوبنا فنمتنع عن فعل المعصية فتعمل بقول القائل "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى عظمة من عصيت"

وإذا خلـوت بريبة في ظلمة .... والنفس داعيـة إلى طغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها .... إن الذي خلق الظلام يراني
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم أقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك ) ، فالخوف من الله في هذا الباب أمر محمود ومأمور لأنه يدفع العبد لاجتناب ما نهى عنه الله ، وقد أثنى الله عزوجل على عباده المؤمنين وقال (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ) وقال أيضاً سبحانه ( وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ )
وبعد رسوخ هذه القاعدة العظيمة فلا يمنع أن يكون هناك أسباب أخرى معينة وهي بمثابة الأعمدة القوية ليتم البناء نذكر منها ما يلي:-
1- تجديد التوبة :
( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً *إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) ليس معنى وقوع العبد في الذنب أن يترك التوبة أو أن الله لا يتوب عليه ، بل الواجب على من أبتلي بهذا الابتلاء أن يجدد التوبة دائماً وليحسن الظن بربه وإن تكرر الذنب فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وكل توبة صادقة تجب ما قبلها.
2- التضرع إلى الله :
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .. ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ندعو الله ونسأله أن يعيننا سبحانه وتعالى على التخلص من هذا الداء ، ونتحرى في ذلك أوقات الإجابة كالوقت بين الآذان والإقامة ودبر كل صلاة مكتوبة والساعة الأخيرة من يوم الجمعة والثلث الأخير من الليل ، وكذلك نأتي بأسباب القبول كاليقين في الإجابة والإلحاح على الله في الدعاء والذل والانكسار بين يدي العزيز الجبار وحضور القلب واستشعار عظمة الله وغيرها.
3- الإكثار من ذكر الله :
لا شك أن محافظة العبد على أذكار الصباح والمساء ودبر الصلوات ، وأن يشغل لسانه دائماً بذكر الله كل ذلك يجعله في معية الله دائما وحفظه ورعايته ( أحفظ الله يحفظك ) فيحفظك سبحانه من الوقوع في مثل هذه المعصية ويشغلك بطاعته.
4- الصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر:
( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) إن الحفاظ على صلاة الجماعة مع استحضار القلب ومجاهدة النفس للوصول للخشوع تعين العبد على ترك المعاصي وعلى سرعة العودة والتوبة إن وقع فيها وعلى العكس من ذلك للذي يتهاون عن صلاة الجماعة أو يؤخرها ،قال النبي صلى الله عليه وسلم " من صلى الفجر في جماعة كان في ذمة الله حتى يمسي " تضييع صلاة الفجر عند الكثير ممن يتسمون بالالتزام ظاهرياً أمر خطير ، والمحافظة عليها تجعلك في ذمة الله ومن كان في ذمة الله وقاه وكفاه.
5- الإقبال على طلب العلم :
( إ ِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ) فإن طلب العلم يزكي النفس ويرفع من خشية العبد لربه في السر والعلن ، كما أن شغل وقتك بالمفيد من قراءة أو تدبر قرءان أو حضور مجالس العلم أو استماع للمحاضرات كل ذلك يشغلك عن المعصية فإن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
6- العمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم :
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه فقال : ( أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك ) والحديث صححه الألباني.
وكم هي نصيحة عظيمة ووصية غالية ، فكل من يقبل على ذنوب الخلوات لو كان أمام الناس لاستحى منهم وما فعل ما يفعل ولو علم أن أحداً منهم يراه لتوقف عن المعصية ، فماذا لو كان الذي يراه هو رجل صالح ممن يعرفه ويحبه ويجله وله عنده مكانة فمن باب أولى كان سيترك فعل المعصية استحياءً من هذا الرجل الصالح ، لذا لو صعب على أحدنا أن يستشعر أن الله يراه في اللحظة التي يكون فيها بعيد عن عيون الناس فليتخيل أمامه الرجل الصالح من قومه لعل ذلك يردعه، ويكون سبباً له في الكف عن المعصية والله أعظم وأجل.

هذا والله أعلم!!
وما كان في قولي من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان وما كان في قولي من توفيق فمن الله الكريم الرحمن وأصلي وأسلم على خير الأنام ، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الكرام ، والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

Read more...

مُناجــــــــــاة



مُناجـــــــــــــاة

بسم الله الرحمن الرحيم
*( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم )*

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسنــاً فبمن يلوذ ويستجير المجرم
ما لي لبابك سُلماً إلا الرجــــا وجميل عفــوك ثم أني مسلم

يا رب أثرني ذنبي وسجنتني معصيتي وغرني طول الأمل ... يا رب ما العمل ؟
يا رب ... أتيت الأخوان والفضلاء وسألت الشيوخ والعلماء والكل دلني عليك ، فهل من وصول إليك إلا بك ؟!!
يا رب .. أبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف السبيل وكلهم أعدائي.
يا رب أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي ، أشكو إليك قسوة قلبي وجمود عيني ، أشكو إليك ظلم نفسي فأنا الظالم والمظلوم.
يا رب .. كم عصيتك وكم تبت علي ثم عدت فأذنبت ، ولا يزال كرمك وفضلك يتنزل علي ، برغم إعراضي عنك لا زلت تطعمني وتسقيني وإذا مرضتُ فأنت تشفيني ، تُجزل علي بأنواع النعم وتدفع عني أشكال النقم ... سبحانك ما أحلمك عني !!

تستر علي ذنبي ، وتستر عن الناس عيبي ، فيظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعفو عني.

سبحانك .. سبحانك .. سبحانك
تعطي الكثير وتشكر على القليل ، ترزق المؤمن والكافر والبر والفاجر بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير ، لا يضرك كفر من كفر ولا ينفعك إيمان من آمن فأنت الغني والكل فقير إليك ، تحب المؤمنين وتمهل المذنبين وتقبل العائدين ولا ترد السائلين ، تتنزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا ، نزولاً يليق بعظمتك وجلالك فتقول عز من قائل " هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فاغفر له ؟ هل من سائلاً فأعطيه ؟ " سبحانك ما أرحمك !!

يا من أنت أرحم بي من أمي ، إن أنا أعرضتُ عنها أو عصيتها ثم عدت إليها ما كانت لتردني ، وأنت أرحم بي منها فحاشك أن تردني ...

وقفت ببابك ولُذت بجنابك ، يا رب ضاقت علي الأرض بما رحبت وضاقت علي نفسي يا ربي تيقنت أنه لا ملجأ منك إلا إليك يا ربي ... تب علي لأتوب .

يا رب توبة قبل الممات وشهادة عند الممات وجنة وراحة بعد الممات.

*( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
)*

Read more...

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP