الجــن في سطور ( بالدليل من الكتاب والسنة )(2*)

>> الثلاثاء، 25 مارس 2008


الجزء الثاني ( الجـن وابن آدم )

- الجن قريناً لابن آدم ، وما من آدمي إلا وله قرين من الجن والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن بن مسعود رضي الله عنه :" ما منكم من أحدا إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، قالوا وأياك يا رسول الله ، قال : وأياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.

- ينتفع بعض الجن المؤمن من مؤمني الأنس بصور منها طلب العلم ، والدليل قوله تعالى ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ) (الأحقاف : 29 ) وقد وردت قصص كثيرة عن السلف والخلف تؤكد حضور مؤمني الجن لحلقات العلم " من ذلك ما حكاه الشيخ سعيد القحطاني وبعض طلبة الشيخ بن باز رحمه الله عن محاضرة كان يلقيها الشيخ بن باز في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ودخل طالب متأخراً ولم يغلق الباب فقام طالب إفريقي كان يقف على بعد ستة أمتار أو يزيد من مد يده وأغلق الباب وهو في مكانه، فحدث هرج ومرج في المحاضرة ، فأمر الشيخ بن باز الطالب الإفريقي أن يتقدم إليه ثم قال له : أسالك بالله هل أنت جني أم أنسي ؟ فقال الطالب : أنا جني يا شيخ ولكن ما أتيت إلا لطلب العلم فلا تحرمني. فأذن له الشيخ بالحضور وأشترط عليه ألا يُغير هيئته أو يأتي بأمر غريب ، فوافق الطالب وأعتاد الحضور بعد ذلك".

- يقع الآذى من الجني لابن آدم بصور منها المس والإلتباس ، وكلاهما ثابت ومن معتقد أهل السنة والجماعة وما خالفهم في ذلك إلا الجهمية والمعتزلة ، وأدلة المس والإلتباس كثيرة منها قوله تعالى ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) (البقرة : 275 ) والحديث الذي رواه الألباني في السلسلة الصحيحة وبن حبان عن عثمان بن العاص الثقفي رضي الله عنه قال : لما استعملني رسول الله على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي !! فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (ابن العاص ؟ ( قلت: نعم يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي ! قال : ( ذاك شيطان ، أدنه ) – أي : اقترب- ، فدنوت منه ، فجلست على صدور قدمي ، قال : فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي ، وقال : (أخرج عدو الله ! ) فعل ذلك ثلاث مرات ، ثم قال : ( الحق بعملك ) ، قال الألباني – رحمه الله - : " وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمنا صالحا ، وفي ذلك أحاديث كثيرة " ا هـ ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ثبوت الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها ، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة " مجموع الفتاوى 25/246.

- يتسلط الجن على الأنس ويؤذيه لأسباب ، منها ما هو من جهة الإنسان ومنها ما هو من جهة الجني ، فأما الذي من جهة الإنسان فأما أن يكون ابتلاء أو عقوبة من الله بسبب البعد عنه وأما الذي من جهة الجني فأما أن يكون لعشق وهوى أو على العكس وهو الأكثر لبغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم يتعمدوا أذاهم إما ببول على بعضهم أو بصب ماء حار وإما بقتل بعضهم ، وإن كان الإنسي لا يعرف ذلك ، وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه. ( وهذا معنى كلام شيخ الإسلام بن تيميه في مجموع الفتاوى – 19 / 40 (

- يستمتع الأنس والجن بعضهم ببعض لقوله تعالى ( وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ) (الأنعام : 128 ) ويكون استمتاع الأنس بالجن بصور منها الاستعانة به في معرفة أمور من الغيبيات كالكهان أو إلحاق الأذى بأحد من الأنس ، وأما استمتاع الجن بالأنس فيكون بطاعة الأنس لهم والتعوذ بهم والسجود لهم قال تعالى ( قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ) (سبأ : 41 ).

- النكاح بين الجن والأنس : أما عن إمكانية تغشي الجني بالإنسية أو الجنية بالإنسي فهذا وارد وقال به العلماء ويكون بتشكل الجني في صورة رجل كامل الأعضاء ثم يأتي من يعشقها من النساء ويجامعها جماع الزوج لزوجته وكذلك الأمر للجنية ، أما عن جواز النكاح بينهما فلا يجوز على أرجح أقوال أهل العلم وذلك لقوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) (الروم : 21 ) قال المفسرون ( من أنفسكم ) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم ، ولقوله تعالى أيضاً ( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء ) (النساء : 3 ) قال المفسرون والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة ، فبقي ما عداهن على التحريم لأن الأصل في الإبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل.

- هل يحدث توالد وإنجاب بين الجن والأنس إذا حدث جماع ؟ لا دليل عليه لا نقلاً ولا عقلاً.

0 التعليقات:

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP