(( لحظة ... ميلاد جديد ))

>> الخميس، 4 سبتمبر 2008




لحـــظة ميلاد جديد

أسرف على نفسه بالمعاصي والملهيات
هجر الفروض والواجبات والطاعات
غره الشباب وطول الأمل
فلا تكاد ترى له في الحق قول أو عمل
ترك صحبة الصالحين والأخيار
وعاشر الفاجرين والأشرار
كم كان معرضاً عن كلام الله
كم قسى قلبه ... وكم جُمدت عيناه
سوّف التوبة لسنوات وسنوات
حتى جاءه شهر الرحمــــــــات
فأراد الله لهذا القلب أن يتحول للإيمان
فتولدت لحظــة .. هي .. لحظة ميلاد جديد
فتحول القلب اللاهي إلى قلب باكي
وتحولت العين الجامدة إلى عين خاشعة
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء


قد تولد هذه اللحظة في صلاة قيام خلف إمام خاشع ، يقع صوته في القلب فينفطر ويجبر العين على البكاء فتكون الدموع حياة القلب وغسيل الذنوب.
وقد تولد عند سماع موعظة من شيخ مخلص لربه لا تخالط دعوته شيئاً من رياء ولا نفاق فتكون كلماته بمثابة دقات الجرس التي تنبه الغافل وتوقظ النائم.
وقد تولد من كلمات كتب الله لها النفع سمعتها في شريط أو قرأتها في كتيب أو مطوية أو حتى مقال بسيط على الانترنت أهداه لك أخ محب في الله يحب الخير لك كما يحبه لنفسه.
وقد تولد بعد دعوة مستجابة من أم أو أب أو أحد الصالحين ممن حولك دعاها لك حال صيامه أو عند فطره فإن للمسلم دعوة عند فطره لا ترد.
وقد تولد في خلوة بينك وبين ربك بتأملك وتفكرك في حال عباده المصلين الصائمين والقائمين والتالين كتاب الله ليلاً ونهارا سرا وجهارا ، الصادقين والمتصدقين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر ، تقف لحظة مع ذاتك وتقول من الذي قربهم وأبعدني ؟ .. لما يشعرون بالأنس بالله وأنا لا أجده ؟ لما لا يرضون عن الجنة بديلا وأنا رضيت ؟ ... تفكر تستشعر فتتغير.

إخوتي وأحبتي في الله ، كم من أناس كتب الله لهم ميلادا جديدا في هذا الشهر الكريم ، كيف لا وكل الظروف مهيأة فيه ، أبواب الجنة كلها تُفتح وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين ولله في كل ليلة منه عتقاء من النار ، تكثر المواعظ وتميل القلوب إليها ، يشدو أصحاب الجميلة بأجمل الكلمات في بيوت الله ويتلون على المصلين آيات الكتاب الحكيم.
فاحرصوا على الغنيمة وتشبثوا بالفرصة فرصة لميلاد جديد في هذا الشهر الكريم وفي هذا العام بالتحديد فلما التأجيل ، فإن كنا قد أدركنا بداية الشهر فمن يضمن إدراك آخره.

وقد يكون الميلاد الجديد بتوبة صادقة خالصة لوجه الله تعالى أو بتجديد توبة أو بتصحيح مسار في علاقتك بربك أو بعزم قوي ونية جازمة على المضي بقوة إلى الجنة.

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )
تُغفر كل الذنوب الماضية ويخرج المؤمن المحتسب من الشهر كيوم ولدته أمه إيذانا بميلاد جديد.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى التوبة الصادقة والعمل الخالص المقبول

6 التعليقات:

Unknown 4 سبتمبر 2008 في 5:56 م  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح طيب وقيم جزاك الله خيراً
ونسأل الله تعالى توبة صادقة
ومغفرة من كل ذنب وعتقاً من النار
اللهم آمين

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" 9 سبتمبر 2008 في 3:52 ص  

السلام عليكم
نسال الله العلي العظيم ان يجعلنا من عتقاء الشهر الكريم
رمضان كريم
وكل عام وانتم الى الرحمن اقرب

Unknown 15 سبتمبر 2008 في 3:11 ص  

السلام عليكم اخي الحبيب
نسأل الله ان يكتب لنا ميلادا جديدا علي الحق والخير والعمل ان نكون فيه كما يحب ويرضي
ولاتنسانا من صالح دعائك
وكل عام وانت بخير

أبوعمر 21 سبتمبر 2008 في 10:38 ص  

محمد الجرايحي

شكراً يا فندم
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم العمل الصالح

أبوعمر 21 سبتمبر 2008 في 10:39 ص  

عاشقة النقاب

وفقنا الله وأياكم إلى العمل الصالح في رمضان وغيره وتقبل منا ومنكم

بوركتِ

أبوعمر 21 سبتمبر 2008 في 10:40 ص  

جعجع

رمضان مبارك يا جعجع
نسأل الله لنا ولكم المغفرة والرحمة والتيسير في الأمور كلها

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP