فأيـن شكـــر ذلك ؟

>> الاثنين، 23 يونيو 2008




فأين شكر ذلك ...؟


جاء في الحديث القدسي الذي رواه مسلم أن الله تعالى يوم القيامة يقول- : " يا بن آدم ، حملتك على الخيل والإبل وزوّجتك النساء وجعلتك تربع وترأس ، فأين شكر ذلك ؟ "


فيا من أختارك الله لتكون من عباده الموحدين ..
ويا من منّ الله عليك وجعلك من المسلمين ..
ويا من يجري عليك رزقك وأنت من العاصين ..
ويا من عفاك الله وغيرك من المبتلين ..
ويا من هداك الله وسواك من الضآلين ..
ويا من يأتيه قوت يومه ولست من القانعين ..
ويا من عشت في أمن وأمان وغفلت عن حال الخائفين ..


هلا أعددت للسؤال جواباً ؟
قل لي بربك بما ترد على خالقك وواهبك ورازقك لما يسألك يوم يجمع الناس ليوم الحشر ( أين شكر ذلك ؟ )


قف مع نفسك لحظة وتخيل المشهد وأنظر بما تجيب ، هل سيلجمك لسانك وتقف عاجزاً عن الكلام لما تركت الشكر في الدنيا أم ستجيب عنك جوارحك فتقول العين يا رب انه كان يغض بصره عن كل ما حرمت ليؤدي شكر نعمة البصر وتقول اليد انه ما بطش بي في حرام قط شكراً للنعمة وما استعملني إلا في خير هكذا تشهد جوارحك عنك إما لك أو عليك.



(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (يونس : 22 )(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (الأنعام : 63 )
كم من الأزمات والمدلهمات التي مرت علينا من هموم وديون وكروبات جعلتنا نتضرع إلى الله ونعده أن لو رفع ما وقع علينا من البلاء لنكونن من الشاكرين ... ولكن هل صدقنا ؟!! أم كنا ممن قال فيهم (فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (يونس : 23 ).



أخوتي وأحبتي في الله هذه الكلمات للتذكرة علها تصل إلى قلب قارئها فتجد فيه مكاناً خالياً فتتمكن منه.فان فضل الله علينا عظيم وقليل منا الشاكرين ( إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ) (يونس : 60 )ولقد أمرنا الله عزوجل أن نشكره وقرن الأمر بالعبادة فقال (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ) (الزمر : 66 ) . لذا لزم علينا ألا ندع الشكر أو نغفل عن فضله.ولنعلم أن الزيادة مع الشكر وأن العذاب مع الكفر(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم : 7 ).



فائدة في الفرق بين
الشكر والحمد:


من أجمل ما قيل في الفرق بين الشكر والحمد أن
الحمد هو : شكر اللسان أما الشكر فهو : حمد الجوارح والأركان
والمقصود أن الحمد يكون باللسان بأن يذكر العبد ربه بالمحامد التي يحبها ويكثر من حمده سراً وجهراً عند السراء والضراء، ووقت نزول البلاء ، وفي كل أوقات الدعاء.
أما الشكر فيكون بالجوارح والأركان ، فمثلا من شكر نعمة البصر ألا يطلقه في الحرام وأن ينعم بصره بالنظر للسموات والأرض فيرى عجيب خلق الله ويعتبر أو أن يبارك نظره بالإمعان في كتاب الله ، ولكل جارحة بالمثل من الأعمال ومن شكر الجوارح الإكثار من النوافل في العبادات وفي ذلك روى البخاري في صحيحه عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه ، فقيل له : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال : أفلا أكون عبداً شكورا.


فأحرص أخي المبارك أن تشكر الله على عظيم نعمه عليك ما أدركت منها وما لم تدركه ، وحاسب نفسك في كل يوم هل أديت شكر نعم الله عليك؟ هذا وما كان في قولي من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان ، وما كان من توفيق فمن الله الكريم الرحمن ، وأصلي وأسلم على خير الأنام ، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الكرام ، والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

5 التعليقات:

Fahd 23 يونيو 2008 في 10:42 م  

الحمدلله والشكر لله

يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

أبوعمر 26 يونيو 2008 في 8:26 م  

فهد

مرحباً بك أخي الكريم
ونسأل الله أن يعيننا وأياكم على شكر نعمه

الزهراء 30 يونيو 2008 في 5:40 م  

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين ولك الشكر شكر الحامدين ..
جزاكم الله خيرا اخانا الكريم على التذكرة..تقبلها الله منكم ونفع بها

أبوعمر 1 يوليو 2008 في 10:45 ص  

الزهراء

بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

Unknown 11 يوليو 2008 في 11:29 م  

اخويا حبيبي واحشني جدا
عذرا ثم عذرا ثم عذرا علي تقصيري
فقط ادعوا لاخيك كثيرا بالله


ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
وجزاكم الله كل خير

حقوق النشر غير محفوظة والنقل مباح لكل مسلم


  © Blogger templates Sunset by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP